شنت قوات موالية للحكومة الليبية أمس هجوما بالقرب من مرفأ بنغازي بهدف استعادة السيطرة على هذه المنطقة الواقعة وسط ثاني مدن ليبيا شرق البلاد، من الميليشيات الاسلامية، وفق شهود ومصادر عسكرية. وقال شاهد ان سفينة قديمة للبحرية الليبية راسية في المرفأ اصيبت على الارجح بقذيفة، وشوهدت سحابة من الدخان الاسود ترتفع من الموقع حيث تدور معارك بالاسلحة الثقيلة. والهجوم الذي تشنه قوات موالية للواء خليفة حفتر بمساندة وحدات من الجيش، هدفها "تطهير المنطقة من الجماعات الاسلامية المسلحة" كما قال المتحدث باسم قيادة الاركان العقيد احمد المسماري. ودعا المسماري في وقت سابق السكان الى اخلاء حي الصابري القريب من المرفأ حيث تتحصن جماعات اسلامية كما قال وسط الاهالي. وأعلنت الحكومة أن قواتها أصبحت تسيطر على 95 في المئة من مدينة بنغازي في حين تجري معارك عنيفة لاستعادتها بالكامل. وبعد الظهر، سمع دوي اسلحة ثقيلة في وسط المدينة حيث يوجد المرفأ والإدارات الحكومية والاسواق. وجرت مواجهات كذلك في حي الليثي في وسط المدينة والمعروف بانه معقل للاسلاميين المتشددين، وفق مراسل لفرانس برس. وكانت القوات الموالية للحكومة بمشاركة مقاتلين مدنيين سيطرت الاسبوع الماضي على احياء جنوب وشرق بنغازي، واستعادت السيطرة على معسكرات وقعت في ايدي الميليشيات المسلحة. واستولت الميليشيات المسلحة ومن بينها انصار الشريعة في تموز/يوليو على كامل المدينة تقريبا وطردت منها القوات الحكومية بعد بدء عملية "الكرامة" التي اعلنها اللواء حفتر لطرد الاسلاميين في ايار/مايو. وشن حفتر بمساندة الجيش في تشرين الاول/اكتوبر هجوما جديدا لاستعادة ثاني مدن ليبيا. ومنذ ذلك التاريخ قتل 250 شخصا على الاقل في المعارك. ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011 بعد ثورة استمرت ثمانية اشهر، فشلت السلطات الانتقالية في تشكيل جيش نظامي مهني وفرض سلطاتها على الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ اب/اغسطس ما اضطر اعضاء الحكومة الى الهرب.