خرجت طالبات قسم العمارة بجامعة دار الحكمة بدراسة تضع حجر مباني منطقة عسير القديمة المستخلص من البيئة بديلا عن المواد الكيماوية في البناء، بعد ختام المرحلة الأولى من مشروع "عسير حلة العمران" الذي كان مخصصا لإقامة فعالية بقرية العكاس التراثية في مدينة أبها. وقالت الطالبة سامية خان "إن اللافت في الأمر حينها أن الأهالي لم يكونوا بحاجة للكهرباء والتقنية ولا يشعرون داخل تلك البيوت بالبرد أو الحر"، مشددة على اهتمامها بكيفية تطبيقه في الوقت الراهن. بينما أكدت الطالبة لجين بادريق أن المشروع هو محاولة إعادة التراث لعسير والمباني المهجورة والمعرضة للهدم، عبر إيجاد طرق للاستخدام ملائمة للعصر الحالي، وليس للعودة للعيش بها مثل السابق فحسب، مشيرة إلى أن عسير سجلت تجربتين ناجحتين: قرية المفتاحة التي خصصت للفنون وأصبحت منبعا لها، وقرية رجال ألمع التراثية التي صارت مزارا سياحيا. ولفتت إلى أن الفرق كبير بين جدةوعسير من حيث المباني، رغم أنها تحمل الفكرة نفسها، وأن أهالي العكاس شرحوا لهن دور المرأة العسيرية في المنزل سابقا واهتمامها الكبير بتفاصيله المعمارية كافة وأعمال الزينة من رسومات قط وزخارف وامتدادها للزراعة في محيطه وغيرها. من جهتها، أعادت الطالبة نادين لنجاوي شريط الذاكرة إلى الوراء حين كانت المرأة في المجتمع السعودي أساس العمارة وتصميم المنازل، بوصفها "ست البيت"، وأكثر من يعرف ما تحتاجه من غرف وعدد من يسكن في كل منها، وليس قطا ورسما وديكورا فقط. بدورها، قالت عضوة هيئة التدريس بكلية العمارة "المهندسة العمارية للمشروع" سيماء رفاعي إن الجامعة على استعداد لمبادرات أخرى في مناطق مختلفة، شريطة مساندة ودعم الجهات المختلفة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجامعة صرفت مبالغ عالية لإقامة المشروع، مشددة على أهمية اللمسة الأنثوية والناعمة والحس الفني الموجد لدى النساء في فن العمارة.