قدمت طالبات جامعة دار الحكمة رؤية جديدة لمشروع إحياء قرى عسير، وذلك ضمن مشاركتهن في معرض ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع والمقام بساحة قرية المفتاحة الخارجية على هامش الملتقي. والمشاركات عبارة عن 30 تصميم وقصة مقترحة وضعت لبناتها الدكتورة انا كلمنجان في سبيل تحويل قرية العكاس بمدينة أبها إلى مركز فنون تقنية، لإدخال الفن والتكنولوجيا المتطورة ضمن هذا المشروع الذي بدا من جامعة الحكمة بجدة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وإضافة لذلك، بينت المهندسة المشاركة في تنفيذ المشروع سيماء الرفاعي، مشاركة طالبات ومنسوبات جامعة الحكمة لعمل معرض فني، يضم فعاليات الضوء والصوت، واستغلال جماليات مباني القرية في تقديم لوحة جمالية تراثية، بمساهمة فنانين من منطقة عسير وشراكه معهم، وهم كل من: أحمد ماطر وعبد الناصر الغارم وإبراهيم أبو مسمار وعبد الله حماس ومنال الضويان وهند المنصور والكاتب عبد الله ثابت، بجانب عدد من فنانات عسير وإلى الفنان الفرنسي تيري موجيه والأمريكية آن ستيتمنت والسويدية كاثرين هانكس، وقالت: "إن هذا المشروع يعتبر الخطوة الأولى على طريق الاحتفاء وتطوير قرى عسير والعمل على إدخالها إلى قائمة التراث العالمي من خلال اليونسكو". وتابعت الرفاعي أن فكرة الدكتورة آن تهدف إلى التنسيق بين رجال الإعمال وأهالي المنطقة والجهات المهتمة بالتراث لدعم مشروع إحياء تراث القرى في عسير والتي تعتبر من أبرز جماليات العمارة التي تستوجب الحفاظ عليها من الاندثار.وكانت الدكتور انا كلنجمان قد قدمت ورقة عمل خلال فعاليات الملتقى الرابع للتراث العمراني في عسير حول تطوير القرى التراثية وأهمية استغلال المعالم الحضارية العمرانية في هذا المجال.عن أهم مجريات العمل، أفادت أن العمل ليس عبارة عن فكرة، وأنما أصبح واقعا ملموسا، بعد أن تحول إلى دراسات وخرائط، بعدما عملت طالبات دار الحكمة من خلال زيارتهن المتكررة للموقع على إيجاد مشاريع تكوير وصيانة ومخططات تشمل مساحة القرية، حيث يتم التخطيط لاستغلال الطاقة الشمسية في هذا المشروع الاهتمام بالفنون والتكنولوجيا لإحياء القرى من خلال دمج الماضي بالحاضر. وأضافت: "إن هذه القرية ستكون نقطة انطلاق لمتابعة العمل في تخطيط تطوير القرى الأخرى"، مشيرة إلى أن مشاركة دار الحكمة في المعرض بهدف عرض كافة الدراسات والبروشوروات والخرائط والمطويات الخاصة بتنفيذ المشروع، كما قدمت الطالبات أبحاثهن في هذا المجال والتي هي جزء من دراستهن الجامعية لإيجاد خطة متكاملة لإعادة ترميم القرية. من جهتهما، ذكرت الطالبتان في كلية الهندسة المعمارية بجامعة الحكمة لجين بادريق ونادين لنجاري أن طالبات كلية الهندسة في الجامعة عكفن على عمل ال 30 مخطط هندسي لقرية العكاس، وذلك بهدف إيجاد مركز للفنون والتقنية، يهتم بإدخال الطاقة الشمسية وتوفير طاقة الكهربائية. بينما بينت المحاضرة في جامعة دار الحكمة الدكتورة لبنى ياسين مساحة القرية تقارب على 3 آلاف متر مربع وتطلب الحفاظ عليها وقفة الأعمال والمهتمين بالتراث وأهالي القرية. من جهته بين مدير التخطيط والتطوير في فرع الهيئة العامة للسياحة بعسير المهندس سعد ثقفان أن أهمية مثل هذة المشاركة تكمن في تسليط الضوء وإحياء الذاكرة وإعادة برمجة الأذهان فيما يخص التراث العمراني للأباء والأجداد، معتبرا أنها الأهم قبل التفكير في مجرد الترميم او الحفاظ أو إعادة استخدام المباني، مقدما شكرة لجامعة الحكمة وكلية الهندسة المعمارية على هذة المبادرة الوطنية لاهتمام بالأرث العمراني في منطقة عسير، متمينا أن تنتهج المؤسسات التعليمية ذات النهج.