يبدو أن فصول القضية المعروفة ب"رسالة دكتوراه السريحي" المرفوضة من جامعة أم القرى قبل نحو ثلاثة عقود، آخذة نحو مزيد من الحروب الكلامية، إذ وصف عضو لجنة مناقشة تلك الرسالة مصطفى عبدالواحد، سعيد السريحي بالولد العاق و"......" ، مبينا أن إثارته القضية جاءت بدافع الدعاية للعودة إلى الأضواء. وقال عبدالواحد في حديثه إلى "الوطن": "لا يدفعني إلى الحديث عن هذه الرسالة إلا الشعور بالألم من العقوق الذي ظهر ممن راهنت على عطائه للغته العربية وأدبها الخالد قبل أن يقيد نفسه في حظيرة التقليد والتعصب لتيارات وافدة بعد أن لفظها الغرب". واستعاد عبدالواحد في حديثه إلى الصحيفة فضله على السريحي منذ أربعة عقود ومساواته بكبار كتاب مجلة التضامن الإسلامي التي كان يترأس تحريرها، مؤكدا أنه لا يعرف شاعرا يدعى إبراهيم زولي وأن محمد مريسي يحمل ضغنا قديما، مهددا بملاحقة عالي القرشي قضائيا. شن عضو لجنة مناقشة رسالة دكتوراه السريحي المرفوضة من جامعة أم القرى قبل حوالي ثلاثة عقود الدكتور مصطفى عبدالواحد هجوما لاذعا على كل من تداخل في مجريات القضية الأشهر في تاريخ الجامعات السعودية، وعنون رده عبر "الوطن" ب "رسالة إلى ولدي العاق.. سعيد السريحي"، مؤكدا في مقدمتها أن صحيفة "الوطن" أشعلت نيران الحرب، واصفا إثارة السريحي للقضية بأنها دعاية للعودة إلى الأضواء. وقال عبدالواحد ل"الوطن": لا يدفعني إلى الحديث عن هذه الرسالة إلا الشعور بالألم من العقوق الذي ظهر ممن راهنت على عطائه للغته العربية وأدبها الخالد قبل أن يقيد نفسه بالقيود في حظيرة التقليد والتعصب لتيارات وافدة بعد أن لفظها الغرب. وأقول له يا ولدي مهما كان منك من عقوق وجحود – تذكر أني استقبلتك قبل قرابة 40 سنة في لجنة المقابلة الشخصية – ومعي الدكتور راشد الراجح والدكتور حسن باجودة: وحين علمت أن ترتيبك في الثانوية العامة كان الثاني على مستوى المملكة، تعجبت من ذلك وسألتك لماذا لم تتقدم إلى كلية أخرى ذات المستقبل المادي الكثير: قلت لي: إني أحب اللغة العربية. ولعلك تذكر يا سعيد يا ولدي العاق أني كنت أطلب منك أن تقف بين زملائك في ذلك الوقت – وهم على ذلك شهود – لتنقد آرائي وتجادلني بالحجة. جعلتك كاتبا وأضاف عبدالواحد مخاطبا السريحي: "حين اكتشفت موهبتك في الكتابة طلبت منك كتابة مقالات ونشرتها لك في مجلة التضامن الإسلامي التي كانت تصدرها وزارة الحج وكنت رئيسا لتحريرها من سنة 1392- 1407 وكنت تحصل على المكافأة المقررة للكتاب رغم أنك كنت طالبا، مساويا لكبار الكتاب في المجلة كالشيخ عبدالله خياط وأحمد عبدالغفوز عطار وأحمد محمد جمال وغيرهم، ولست أمن في ذلك، فهذا حقك ومن واجبي أن أشجع الشباب. وما قلته عني بصحيفة "الوطن" التي أخرجتني عن عزلتي، أسأت إلي فيه، حين وصفت كلامي بأنه مزاعم وقد قال أسلافنا إن زعم مطية الكذب.. وأنا في مقام أستاذك ووالدك، لا أرغب في ظلمك أو الافتراء عليك ويعلم الله أني لا أزال أحبك وأوثر جانبك وأرغب في انتفاع المجتمع بعلمك وفكرك". وأضاف عبدالواحد موجها حديثه إلى السريحي: "اتهامك لي بالتناقض في وصفي للرسالة بأنها ضعيفة علميا، ولماذا وافقت على منحك الدرجة بتقدير جيد جدا؟! أسالك لماذا رد الدكتور هدارة رحمه الله الرسالة مرتين قبل أن يوافق في الثالثة ثم لماذا أوصت اللجنة بمنحك الدكتوراه بتقدير جيد جدا ولم تعطك تقدير ممتاز؟! وأنت تعلم أن كثيرين قبلك نالوا الامتياز مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات.. فلماذا حرمت هذا التقدير الذي ناله غيرك؟ وأنت تعلم أن التوصية بالمنح إنما تكون بعد تداول أعضاء لجنة المناقشة وأن الحكم بالأغلبية، فإذا وافق اثنان فإن الثالث لا ينفرد بالرأي.. فاللجنة هي التي أوصت والمشرف عليك الدكتور حسن باجودة وافق على هذا التقدير ولم يطالب بمنحك الامتياز بعد أن ظهر موقفك في المناقشة. من علمك التزوير؟ وأضاف عبدالواحد: "لعلك تذكر حين سألتك: من علمك التزوير يا سعيد حين وجدتك تستشهد بنص نقدي وتذكر الصفحة والطبعة في الهامش فلما راجعت النص في موطنه وجدتك بدلت فيه وغيرت وألزمتك بتعديل النص كما جاء في موضعه. ثم نأتي لاتهامك لي بالجهل حين ذكرت اسم الدكتورة سيزا قاسم بتبديل اسم أبيها حيث قلت اعتمادا على الذاكرة في شأن مر عليه قرابة الثلاثة عقود إن اسمها سيزا نبراوي، ولم تقل إن هذا سهو أو نسيان أو تشابه أسماء، لكنك اخترت وصف الجهل لمن علمك يوما أو أفادك منهجا، وقد أخبرني ولدي أحمد حسين وكان طالبا في قسم الاقتصاد الإسلامي في كلية الشريعة وكنت تدرس لهم مقرر 101 لغة عربية أنك قلت لهم وأنت تشرح لهم حديث "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس" إنني كنت أدرس لكم التحليل البياني بهذا الحديث في شهر كامل! فكيف دارت الأيام وأصبحت أنت العالم الجهبذ وأصبحت أنا الجاهل الضليل؟.. وأنت لم تجب على السؤال الذي وجهته لك في المناقشة أين درست السيميائية التي هي فلسفة متعددة الجوانب ولها صلة بالماركسية وبالرياضيات الحديثة؟ هل تعلمت السيميائية من هذه الرسالة الوجيزة المسماة: مدخل إلى السيميوطبقا فأنت لم تجب عن هذا السؤال حتى الآن وإنما فرحت بنسياني اسم سيزا قاسم فاتهمتني بالجهل.. وهو جهل لا يضر وعلم لا ينفع.. وأنا أطالبك حتى الآن.. كيف وصفت منهجك في هذا البحث بأنه المنهج البنيوي السيميائي؟.. وأزيدك سؤالا آخر.. دلني على موضع في رسالتك، وهي عندي يتضح فيه استخدامك للمنهج السيميائي.. وإلا فهي شعارات تختبئون وراءها! أما محاولتك للوقيعة بيني وبين الدكتور حسن باجودة فأنا لم أقل إلا الحقيقة الموجودة في صفحات الرسالة بتعديله أخطاء نحوية وإملائية بخط يده. ولعلك لا تنسى أنك كتبت بحثك كاملا تحت إشراف الدكتور لطفي عبدالبديع وأن الدكتور باجودة كان قائما بعمل المشرف في إجراءات تقديم الرسالة والجلوس في مقعد المشرف وأنه لم يناقش معك المنهج ولا القضايا لأنه لم يكن له يد في الإشراف على بحثك ولا طالبك بتغير شيء فيها.. أما قولك إنني كنت أحاول التودد إلى باجودة: فلعلك لا تعلم ما بيننا من صلة امتدت سنين عددا.. وإني حين التحقت بهيئة التدريس في كلية الشريعة كان باجودة وكيلا للكلية وهو الذي اختارني عضوا لمجلس الكلية 1392، وكل الذي وقع بيني وبينه إنما كان بسبب مناقشتي لرسالتك وكشفي لعيوبها، واعتبر باجودة أن هذه المناقشة إحراج له وأنت تعلم أن باجودة قد شغل نفسه طيلة عمله بالجامعة بالتفسير البياني للقرآن ولم يتطرق لمجال آخر وكل كتبه المنشورة هي تفاسير ذات منهج متشابه: فكأنها كتاب واحد. وأنا أعلم سعة علمه وحسن خلقه أكثر منك، فلا تحاول الوقيعة لأنني حددت الجهد الذي بذله في رسالتك وأنت أعلم به، ولم أتناول مكانته بأي كلمة تنال منه". تناقضات صريحة وأكد عبدالواحد "أن هناك مجموعة من التناقض التي لا يجوز السكوت عنها، منها قولك إنك لم تشك في أي أحد، فالحقيقة أنك قابلت أحد المسؤولين وقدمت له شكوى مكتوبة فأحالها إلى وزير التعليم العالي الذي طلب نسخة من تسجيلات المناقشة وكنت أنا الذي ناقشتك أكثر من ثلاث ساعات متصلة، بينما ناقشك الدكتور هدارة نصف ساعة وهذا ثابت في سجلات الجامعة. كما ذكرت أني زعمت أنك وصفت أعضاء مجلس الجامعة بالحجارة ونفيت ذلك: ولو أنك راجعت ما نشر على لساني بصحيفة "الوطن" لأدركت أني لم أقل إن السريحي وصف أعضاء مجلس الجامعة بأنهم أحجار جامدة ولكني قلت وصف مجموعة معينة وأقصد بها بعض الدعاة خارج الجامعة، وربما قلت في كلامي ل"الوطن" وصف مجموعة فأنا لم أكتب الكلام بخطي بل كان تسجيلا.. كما أن السريحي "......." يقول: "إنني اعترفت بأن مجلس الجامعة رفض الرسالة محاربة للحداثة"، وأنا لم أقل هذا فيما نشر على لساني في "الوطن"، ولكنني قلت: "حينما آل الأمر إلى مجلس الجامعة وعرضت عليه الرسالة أوضح بعض الأعضاء أن الرسالة ضالة وفيها انحراف فكري وعلى ضوء ذلك قرر المجلس تشكيل لجنة من عضوين، هما الدكتور صالح بن حميد، حيث كان آنذاك عميدا لكلية الشريعة والدكتور محمود حسن زيني أستاذ الأدب والنقد بجامعة أم القرى. وهذه منهجية علمية أن يحال الأمر إلى أستاذين، أحدهما متخصص في علوم الشريعة والآخر متخصص في الأدب والنقد، ولم يقم المجلس بمناقشة القضية حيث لا دخل لعميد الطب أو عميد الهندسة أو عميد العلوم بمثل هذه القضية. ومن هنا كان تقرير اللجنة برفض الرسالة المقدمة لبنائها على منهج فكري مخالف للمنهج في الجامعة، فوافق المجلس على القرار ثم رفع المحضر إلى وزير التعليم العالي وكان ما كان. أما تكذبيك لقولي: إن رسالتك هذه أول رسالة تكتب عن المنهج البنيوي. وتساؤلك عن رسالتك في الماجستير وكانت عن "أبوتمام بين رؤية النقد القديم والجديد".. التي نالت درجة ممتاز – وذكرت لي قبل ذلك أن مكتبة الكونجرس الأميركي اقتنت نسخة منها، فهذا لا ينقض كلامي، لأنني أقصد أول رسالة دكتوراه وما دامت السابقة لك واللاحقة لك.. فأنت أول باحث يحاول غرس هذا المنهج بجامعة أم القرى، ولو أني ناقشتك في الماجستير لرفضت كل الدعاوى التي لا دليل عليها وإلى ذلك الوقت لم أكن أعلم بالتغيير الفكري الذي أصابك وهذا الإعجاب الشديد بأهواء الغرب ومزاعمه. شهادة "......." للزولي وعلق عبدالواحد على شهادة الشاعر إبراهيم زولي بقوله: "وصفته الصحيفة بأنه شاعر ولم أسمع عنه ولم أقرأ شيئا من شعره ولم أعرف وجهته، وأرجو ألا يكون من نوع "شاعر ولا شعر له" تورط في قول "........" في قضية تقادمت عليها السنون، فجعل عنوان كلمته: "حتى لا تتناسل الراديكالية"، ولا أدري لماذا اختار هذه الكلمة الإنجليزية. ضغينة الحارثي أما قول محمد مريسي الحارثي: إنه ليس لي حق بأن أتكلم في الرسالة لأني لم أفهم الحداثة فهذا تحكم وتهجم بغير دليل.. فأنا الذي كتبت الصفحات الطوال في نقد اتجاهات الحداثة. فما بال الحارثي يحكم عليَّ بأني لم أفهم الحداثة ومن هنا فلا يحق لي الحديث عن رسالة السريحي؟!.. "إنني أقرر هنا أني أحترم الدكتور محمد مريسي الحارثي وأقدر له دأبه في البحث غير أني اكتشفت أنه يحمل لي ضغنا قديما لم أستطع أن أستله من صدره". القرشي يمدح ويذم أما الطالب السابق من طلابي، وهو الدكتور عالي سرحان القرشي فدخل إلى المعركة والذي سبق له أن أهداني نسخة من كتابه "الكناية في البلاغة العربية" وكتب في الإهداء "إلى أستاذي الذي علمنا كيف نقرأ وكيف نبحث"، فما باله اليوم، فأنا لم أكتب تقريرا بصلاحية رسالته للمناقشة كما لم أكتب تقريرا بعدم الصلاحية، وأتحداه – والأرشيف موجود – أن يقدم صورة لهذين التقريرين المزعومين.. وإلا كان لي الحق في ملاحقته قضائيا وكل ما في الأمر أنه في أعقاب مناقشة السريحي، جاء خطاب من عميد الكلية وبرفقته رسالة للدكتوراه عن دراسة شعر بشر بن أبي جازم - إعداد الطالب عالي القرشي، وطلب مني الاستعداد للمناقشة وحين قلبت صفحات الرسالة وجدت سمات البنيوية واصطلاحاتها وحين أيقنت اتباع "القرشي" لنفس المنهج الذي اتبعه السريحي أرسلت خطابا إلى العميد أقول له: إن هذه الرسالة تسير على منهج رسالة السريحي.. فإما أن تعدل وتنفى من هذا المنهج.. وإلا فإني مضطر إلى الاعتذار عن مناقشتها وابحثوا لها عن مناقش آخر، وحين أنشر نص هذا الخطاب الوحيد الذي كتبته عن رسالة القرشي س "......" وجوه استمرأت ال "......." و"......." وتخلت عن "........" و"........" وجاءني القرشي بعد أيام من كتابة هذا الاعتذار ليسألني عن موقفي من الرسالة، فأخبرته بأني اعتذرت عن المناقشة حتى لا أدخله دوامة رسالة السريحي، ولم أطلع على الرسالة بعد التعديل ولم أحضر المناقشة، وبهذا فإني أردت مصلحة هذا الطالب باعتذاري عن مناقشة رسالته حتى لا أفعل في مناقشتها ما فعلته في مناقشة رسالة السريحي.. فلماذا ينقم علي القرشي الذي علمته كيف يقرأ وكيف يبحث كما جاء في إهدائه لي ولماذا يصفني بأني كنت عصا أو أداة لمن يريدون أن يستعملوها وهذا اتهام شنيع أستطيع مقاضاته فيه.. لأنه طعن في نزاهتي واستقلال رأيي.. ومن هم هؤلاء الذين أرادوا استخدامي كعصا أو أداة؟! صدقني إنها طريقة أدعياء الحداثة في ال"......." والاعتداء بغير دليل، وإني أقرر هنا أن ما قاله القرشي عني إنما هو "......." و"......." و"......." وخروج عن آداب العلم وحق الأستاذ على تلاميذه".