في الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة، حول اليمن، أكد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن اليمن "ينهار أمام أعيننا"، داعيا إلى التحرك لوقف انزلاق البلاد نحو الفوضى، كشفت مصادر سياسية ل"الوطن" أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعا استثنائيا غدا السبت في العاصمة الرياض، لبحث التطورات السياسية في المنطقة، وسيأخذ الملف اليمني الجانب الأكبر من المحادثات. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل ل"الوطن"، إن مجلس التعاون الخليجي يعقد هذه الجلسة الطارئة لمناقشة القضايا الملحّة التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الحالي، ومنها الوضع السياسي في اليمن وكذلك العلاقات الإيرانية الغربية ومكافحة الإرهاب، وأيضا الحرب على الحركات والمنظمات الإرهابية في المنطقة. وقال فاضل إن الوضع السياسي في اليمن يشكل خطرا على المنطقة وذلك بعد الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثيين المتمردة على الشرعية اليمنية، وبتأييد من إيران التي تسعى الأخيرة إلى أهداف توسعية مخالفة لسياسات دول الخليج العربية. وأضاف فاضل أن الوضع السياسي في اليمن يمر بمرحلة خطرة جدا، ونتحدث هنا عن مليون نسمة تسيطر على السلطة وتنقلب على الشرعية وتحكم اليمن بطريقة تخدم المصالح الإيرانية وهو ما سيعطي الملف اليمني القضية رقم واحد في الوقت الحالي. وعن احتمالية سحب السفراء دول الخليج من اليمن، قال فاضل إن السياسة الخليجية القادمة ستمر بإجراءات عدة، خصوصا أن دول الخليج ترفض الاعتراف بشكل حاسم وتام بأي سلطة في اليمن بعد الانقلاب على الشرعية. وأضاف سحب السفراء ليس حلا، وإنما الحل في عودة الشرعية اليمنية والعودة إلى الحوار الوطني وصياغة للدستور بشكل جديد يتم الاتفاق علية من قِبل كل الأطراف الفاعلة في اليمن، وبما يتماشى مع مبادرة السلام الخليجية، موضحا أن استراتيجية الدول الخليجية تجاه ما يحصل في اليمن واضحة المعالم بعدم الاعتراف بما يحصل من انقلاب على الشرعية من الحوثيين وضرورة العودة باليمن إلى الطريق الذي كان عليه سابقا تحت توجيه ما جاءت به المبادرة الخليجية التي أصبحت مبادرة عالمية ترعاها الأممالمتحدة، والوصول إلى دستور يمني دائم، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية جديدة، لأن حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كانت حكومة موقتة تسيّر الأمور لحين انتقال اليمن إلى نظام بديل، مبينا أن هذا الاجتماع سيشهد الخطوات التالية لحل الأزمة في اليمن والعمل على عودة الشرعية. إلى ذلك، أكد المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، أن الوضع خطير جدا. اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية. وقال بنعمر في تصريحات له: موقف الأممالمتحدة واضح، وهي تدعو دائما إلى حل النزاعات بالطرق السلمية. وحمّل جميع الأطراف السياسية اليمنية مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، وقال "كلهم شركاء فيما وصل إليه الوضع الآن، كلهم ارتكبوا أخطاء وحماقات، وأحيانا مجموعات لجأت إلى العنف لتحقيق أهداف سياسية ومجموعات حاولت المناورات السياسية لعرقلة العملية السياسية، ووصلت الأمور إلى ما عليه الآن". وأكد بنعمر أنه بالنسبة للأمم المتحدة، "ليس أمامهم إلا خيار البقاء مع اليمنيين لمساندتهم في هذا الوضع من أجل مساعدتهم للخروج باتفاق يخرجهم من هذه المحنة"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه "لا حل إلا عبر الحوار والتوافق"، ودعا جميع الأطراف السياسية إلى جعل مصلحة اليمن هي العليا.وحول ما سمي بالإعلان الدستوري الصادر عن المتمردين الحوثيين، أكد بنعمر أنه "إعلان أحادي الجانب"، مضيفا أنه تم تجاوز هذا الموضوع، والحوار الحالي يتم تحت سقف المصلحة العليا لليمن. وأكد بنعمر أن الوضع الاقتصادي على حافة الانهيار، وهناك أزمة سياسية في السلطة، لكنه قال "لن نغادر اليمن، وسنبقى واقفين مع اليمن في محنته إلى أن يصل إلى اتفاق سياسي وبخطة واضحة من أجل تطبيع الأوضاع، وسنواصل عملنا في الجانب السياسي والإنساني". وحول إغلاق السفارات الغربية في اليمن ومغادرة بعثاتها الدبلوماسية، قال بنعمر "أتمنى أن تكون هذه المغادرة موقتة تنتهي بالوصول إلى اتفاق سياسي وتشكيل سلطة تباشر عملها بشكل واضح، وتعود السفارات إلى ما كانت عليه من قبل". إلى ذلك سيطر مسلحون من تنظيم القاعدة أول من أمس على معسكر اللواء 19 مشاة في محافظة شبوة بجنوب اليمن بعد مواجهات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من الطرفين.وذكر سكان ومواقع إلكترونية إخبارية محلية أن القاعدة الواقعة بمحافظة شبوة الجنوبية شهدت اشتباكات عنيفة بعد حصار دام ساعات.