تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، أمس، وجدد ممثلو الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة مطالبتهم بوقف التعامل مع سلطة الحوثيين المتمردين في صنعاء حتى إلغاء إعلانهم الدستوري. وتمكنت ميليشيات الحوثي، وبمساندة من اللواء 139 حرس جمهوري، من الدخول إلى مدينة البيضاء وسط اليمن، بعد اشتباكات مع مناوئيهم من مسلحي القبائل خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن قتلى وجرحى. وانتشر المسلحون في المعسكرات وإدارة أمن البيضاء ومعسكر قوات الأمن الخاصة الموالية لهم، وباتوا على بعد عشرات الكيلومترات من محافظة أبين الجنوبية. إلى ذلك، أكدت مصادر متطابقة مشاركة في الحوار السياسي الذي تجريه الأطراف اليمنية برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بنعمر، أن الأطراف تبحث صيغة اتفاق يبقي على البرلمان الذي حله الحوثيون بشكل أحادي مع تشكيل مجلس رئاسي. وذكرت مصادر أن هناك توافقا مبدئيا على هذه الصيغة بين جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيون الذين يشاركون في المحادثات، إلا أن هؤلاء لم يؤكدوا التوصل إلى اتفاق. وقال الأمين العام لحزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري، إن "الاتفاق المبدئي ينص على إبقاء البرلمان وتوسيع مجلس الشورى". وبحسب الصيغة المطروحة، يوسع مجلس الشورى ليضم 300 عضو بدلا من 200 حاليا، فيما يشكل مجلس رئاسي "من خمسة أو سبعة أعضاء بما يضمن تمثيل جميع التوجهات السياسية". وبدروه أيضا، قال الأمين العام للتجمع الوحدوي، أحمد كلز، إن مجلس النواب ومجلس الشورى الموسع سيشكلان الحكومة. من جهته، قال مصدر حزبي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه "إن هناك اتفاقا على أن يتم قبول استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل البرلمان ويؤدي مجلس الرئاسة الجديد اليمين أمام البرلمان". وبحسب المصادر، يمكن أن يتم الاتفاق في وقت لاحق على الضمانات وعلى الجانب الأمني والعسكري. وكانت القوى السياسية اليمنية استأنفت أول من أمس الحوار من أجل الخروج من الأزمة، وذلك بالرغم من اتخاذ الحوثيين تدابير أحادية لإعادة ترتيب السلطة. على صعيد آخر، قتل أربعة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة في غارة جوية نفذتها أمس طائرة أميركية من دون طيار في محافظة حضرموتبجنوب شرق اليمن، بحسبما أفاد مصدر عسكري. وقال المصدر إن "طائرة بدون طيار استهدفت تجمعا للقاعدة في وادي سر الواقع بين بلدتي القطن وشبام بمحافظة حضرموت ما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة آخرين". .. وأميركا تغلق سفارتها صنعاء: رويترز قال موظفون بالسفارة الأميركية في اليمن ومسؤول أميركي في واشنطن أمس، إن السفارة ستغلق أبوابها. وقال موظفو السفارة في صنعاء إن البعثة الأميركية بدأت تتخلص من الوثائق والأسلحة، وإن الموظفين بدأوا مغادرة العاصمة خلال الأيام الماضية، وذلك بنية أن يتم إغلاق السفارة تماما بحلول اليوم. وأبلغ السفير الموظفين بأن واشنطن قد تطلب من سفارة تركيا أو الجزائر في صنعاء رعاية مصالح الولاياتالمتحدة في اليمن بعد إغلاق السفارة. وقال موظف رسمي رفض نشر اسمه "سيغادر السفير وبقية الموظفين بحلول مساء اليوم"، في حين أكد موظفون في سفارات بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن بعثاتهم تتخلص أيضا من وثائق، ومنحت الموظفين المحليين شهرين عطلة مدفوعة الأجر. ولكن لم يرد تصريح رسمي بأن هذه البعثات ستغلق.