حذر المتمردون الحوثيون عددا من السفراء الأجانب في العاصمة اليمنية صنعاء من مغادرة اليمن، حسبما أفادت مصادر حكومية أمس. وتأتي هذه الخطوة بعد ضغوط مارسها سفراء مجموعة الدول ال10 الراعية للتسوية السياسية في اليمن على الحوثيين للتراجع عن إجراءاتهم الانقلابية الأخيرة كما أكدوا أن ما قام به الحوثيون بمثابة انقلاب على السلطة الشرعية في اليمن. وأفادت مصادر ديبلوماسية أن السفراء هددوا بإغلاق سفاراتهم في حال واصل الحوثيون إجراءاتهم على الأرض وخرقهم الاتفاقات السياسية الموقعة مع بقية الأحزاب اليمنية. ويلاحق الحوثيون عددا من الناشطين والصحفيين والمحتجين على انقلابهم، حيث بدأ العد التنازلي لانتهاء المهلة التي منحها الحوثيون للقوى السياسية لاتخاذ قرار بحل الأزمة السياسية. إلى ذالك طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بجهود لأجل حل الأزمة في اليمن بينما تتحدث معلومات عن اتصالات تقوم بها الحكومة الأميركية مع المتمردين الحوثيين عبر وسطاء. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أعلنت أن مسؤولين أميركيين يقومون بمحادثات مع ممثلين عن الحوثيين لكنهم لا يتقاسمون معهم معلومات استخباراتية حول تنظيم القاعدة. وقال المتحدث باسم البنتاجون الأميرال جون كيربي "نظرا إلى الفوضى السياسية، من الصواب القول إن مسؤولين حكوميين أميركيين هم على اتصال مع مختلف الأطراف في اليمن حيث الوضع السياسي متحرك جدا ومعقد جدا". وكانت صحيفة "وول ستريت" أوردت الأسبوع الماضي أن مسؤولين أميركيين على اتصال مع الحوثيين عبر وسطاء. وأعلن التجمع الشعبي الذي نظمه الحوثيون مع حلفائهم في بيان ختامي الأحد الماضي إمهال القوى السياسية الأخرى ثلاثة أيام لإنهاء أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة مهددين بتكليف "القيادة الثورية" حسم الأزمة. وكان الحوثيون سيطروا في 21 سبتمبر الماضي على صنعاء ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع بقية الأحزاب إلا أن تنفيذ الاتفاق فشل. وسيطر الحوثيون في 20 يناير الماضي على دار الرئاسة ثم أبرموا اتفاقا جديدا مع الرئيس عبدربه منصور هادي لكنه فشل مجددا ما دفع بالرئيس إلى الاستقالة مع الحكومة. وتؤدي هذه الأزمة إلى تعقيد العمليات التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعده واشنطن الفرع الأخطر لتنظيم القاعدة. إلى ذلك، ساد الهدوء مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج بعد ساعات من اشتباكات عنيفة استهدفت مقرات أمنية وحكومية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والمتوسطة، حاولت خلالها عناصر مسلحة السيطرة على المنشآت الحكومية إلا أن أطقم حراسة هذه المنشآت واجهت العناصر المسلحة. وقال شهود عيان في المدينة إن اشتباكات استمرت لأكثر من ساعة جرت الليلة قبل الماضية بين مسلحين حوثيين يحاولون السيطرة على ديوان وإدارة أمن المحافظة وإدارة أمن الحوطة من جهة وحراسة تلك المؤسسات من جهة أخرى ولم يعرف بعد وجود ضحايا للاشتباكات من عدمه. إلى ذلك أكدت مصادر أن المشاورات التي يرعاها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بين الأطراف السياسية في صنعاء للخروج بحل ينهي الفراغ الرئاسي الناجم عن استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، باتت أكثر تعقيداً، بسبب تهديدات جماعة الحوثيين ومهلة الأيام الثلاثة التي حددتها للتوصل إلى حل قبل أن تمضي منفردة في حلول ثورية. وأكدت المصادر أن بن عمر يحاول تقريب رؤى تلك الأطراف للتوصل إلى صيغة تلبي مطلب الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي، من دون أن يتعارض ذلك مع الحل الدستوري الذي يقتضي عرض استقالة هادي على البرلمان للبت فيها.