أكد تقرير أصدرته وزارة النقل أن السنوات القليلة الماضية شهدت طفرة كبيرة في تمهيد الطرق على مستوى المملكة. كما شهدت تطورا ملحوظا في مجال السكة الحديدية، إضافة إلى النمو الواضح في حركة الموانئ والذي أدى إلى زيادة إيراداتها. وقال التقرير إن مجموع أطوال الطرق التي تم تنفيذها في المملكة حتى العام المالي 1429 / 1430 وصل إلى أكثر من 186 ألف كيلومتر من الطرق المعبدة والترابية الممهدة، منها 56 ألف كيلومتر من الطرق المسفلتة، وتضم طرقا رئيسة سريعة ومزدوجة ومفردة ونحو 130 ألف كيلومتر من الطرق الزراعية الممهدة. وبين التقرير أن الوزارة قامت بإنشاء الطرق الدائرية لبعض المدن الرئيسة بالمملكة لتسهيل حركة النقل والمرور المحلي والعابر داخل المدن وحولها وزودت بطرق الخدمة الجانبية وأعمال الإنارة والتشجير ووسائل السلامة كافة. ومنها الطريق الدائري حول مدينة الرياض بطول 77 كيلومترا والطريق الدائري بالمنطقة الشرقية بطول 108 كيلومترات والطريق الدائري بجدة بطول 103 كيلومترات والطريق الدائري بالمدينة المنورة بطول 67 كيلومترا. ونتيجة لتنوع تضاريس المملكة ووجود جبال السروات بالمنطقة الجنوبية الغربية من المملكة لمسافة 500 كيلومتر وبارتفاع يصل إلى 2500 متر مما شكل عائقا طبيعيا قامت وزارة النقل بإنشاء طرق مسفلتة وجسور وأنفاق تمر عبر الوديان وتخترق الجبال الشاهقة التي سميت ب"العقبات" التي سيصل مجموعها بعد اكتمال الجاري تنفيذه حاليا وما تحت الدراسة إلى 56 عقبة. ونفذت وزارة النقل عدة عقبات بأساليب هندسية بالغة التطور تجعل الإنجاز أنموذجا فريدا في تقنية إنشاء الطرق والجسور والأنفاق. الجسر المعلق وأشار التقرير إلى أن وزارة النقل نفذت مشروع الجسر المعلق على وادي لبن بمدينة الرياض بتكلفة بلغت 190 مليون ريال وبطول 763 مترا، ويعد أحد أجزاء الضلع الغربي لطريق الرياض الدائري. ويبلغ طول المشروع 13.5 كيلومترا، ويشتمل على ثلاثة جسور أودية هي وادي حنيفة ويعبره بجسر طوله 1025 مترا، وارتفاعه 40 مترا، ووادي المهدية ويعبره بجسر طوله 470 مترا، وارتفاعه 70 مترا، ثم وادي أوبير ويعبره بجسر طوله 670 مترا وارتفاعه 90 مترا. كما يشتمل المشروع على 7 تقاطعات رئيسية على الطرق والشوارع الرئيسية التي تتقاطع معه، وتبلغ قيمة عقد المشروع 894 مليون ريال. ويعتبر الضلع المكمل للحلقة الدائرية حول مدينة الرياض، وباكتماله يتحقق كامل الفائدة المرجوة من الطريق الدائري والذي يؤمن بشكل أساسي خدمة المرور المحلي والعابر إضافة إلى إسهامه في تخفيف الحركة المرورية بمدينة الرياض. السكة الحديدية وفي مجال السكة الحديدية، بين التقرير أن أول خط حديدي في المملكة يربط الدمام مع الرياض دشن في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 1371, وفي عام 1405 افتتح الخط الجديدي المباشر للركاب بين الهفوفوالرياض. وتقوم المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالعديد من الأعمال التطويرية شملت استخدام التقنية الحديثة في الاتصال ورفع مستوى درجات المقاعد في القاطرات إلى جانب شراء عربات وقاطرات حديثة ومتطورة، وأدخلت عربات الشحن المزدوج لأول مرة في المنطقة التي تم من خلالها زيادة ورفع كفاءة الشحن بشكل كبير. ونقلت قطارات المؤسسة عام 2009 ما يزيد على مليون و140 ألف راكب، و393 ألف حاوية. الموانئ وفي جانب الموانئ، قال التقرير إن المؤسسة العامة للموانئ تضطلع بالإشراف على إدارة وتشغيل تسعة موانئ رئيسة على ساحلي المملكة الغربي والشرقي تشكل أكبر شبكة موانئ في المنطقة، يبلغ مجموع أرصفتها 183 رصيفا، منها 137 رصيفا في ستة موانئ تجارية، و46 رصيفا في ميناءين صناعيين. وتشكل هذه الأرصفة في مجموعها أكبر شبكة موانئ في دول الشرق الأوسط. وأوضح التقرير أن المؤسسة حققت زيادة مطردة في إيراداتها وارتفاعا في كميات البضائع وأعداد الحاويات التي تم تناولها، وحصلت بعضها على جوائز عالمية في الإدارة والتشغيل. كما شهد هذا القطاع توسعات كبيرة في المعدات والمنشآت والأجهزة بهدف زيادة طاقتها في التحميل والتفريغ، كما تقوم المؤسسة بإعداد برامج تطويرية لتحسين فعالية الموانئ ورفع كفاءتها والطلب على خدماتها من خلال تطوير واستخدام التقنية الحديثة وتبادل المعلومات إلكترونيا، وربط مركز المؤسسة بجميع الموانئ بواسطة شبكة حاسب آلي داخلية، إضافة إلى تحديث المعدات ومنح القطاع الخاص المزيد من الفرص الاستثمارية في الموانئ. وتم تنفيذ مشروع كبير لتوسعة ميناء جدة الإسلامي، يتكون من بناء محطة جديدة للحاويات تبلغ سعتها التشغيلية 1.5 مليون حاوية سنويا وبتكلفة إجمالية للمشروع تقدر بنحو 1.8 مليار ريال. وسترفع هذه التوسعة طاقة الميناء الاستيعابية بنسبة 45%، كما تمت إعادة توزيع أرصفة الميناء بما يزيد الطاقة الاستيعابية لمحطتي الحاويات الحالية بنسب مرتفعة.