في وقت ما يزال معظم سائقي حافلات نقل طلاب وطالبات التعليم العام لم يستلموا رواتبهم المتأخرة، حمل مصدر مطلع بوزارة التعليم وزارة المالية وشركة "تطوير" مسؤولية ظهور مشكلة جماعية على مستوى المملكة تمثلت في توقف عدد من حافلات نقل الطلاب والطالبات نتيجة عدم استلام سائقيها لرواتبهم. وقال المصدر ردا على استفسار "الوطن" أمس "إن هذه القضية ظهرت في مختلف المناطق والمحافظات، بسبب عدم حصول الشركات المتعهدة بالنقل المدرسي بصفة عامة لمستخلصاتها المادية المستحقة من قبل شركة تطوير ووزارة المالية، بعد أن حصلت "تطوير" على أحقية النقل المدرسي من قبل وزارة التعليم، مما ترتب عليه عدم إيفاء الشركات الحاصلة على عقود النقل والشركات المساندة من الباطن على حقوقها المالية، وهذا انعكس بأثر رجعي على عدم إيفاء تلك الشركات بتسليم سائقي الحافلات رواتبهم". وأكد المصدر أن "تطوير" كلفت عددا من منسوبيها ووزعتهم على المناطق والمحافظات التعليمية، ليراقبوا متعهدي النقل ومدى التزامهم بالعمل على الوجه المطلوب وفقا للشروط المبرمة بين الشركتين المتعهدتين مع "تطوير"، والتأكد من تطبيق العقد بشروطه المعتمدة. من جهته، أعلن المتحدث الرسمي في الإدارة العامة للتعليم بنجران حمد آل شرية عن انتهاء مشكلة امتناع عدد من سائقي حافلات النقل المدرسي عن العمل بعد استلامهم لرواتبهم المتأخرة، مبينا في تصريح إلى "الوطن" أمس أن عددا من الحافلات توقفت الأسبوع الماضي عن نقل الطالبات بسبب عدم صرف الرواتب، وبعد أن صرفت عاد السائقون جميعا إلى العمل أمس، وتبقى لهم راتب هذا الشهر وسيدخل في حساباتهم البنكية اليوم حسب إفادة مشرف المنطقة للنقل المدرسي. وفي الباحة واصل عدد من سائقي النقل المدرسي امتناعهم عن العمل صباح أمس ما أدى إلى ربكة كبيرة وتخلف عدد من الطالبات عن مدارسهن، وسبب ذلك انزعاجا وتذمرا من أولياء أمور الطالبات، الذين طالبوا بحل مشكلات سائقي الحافلات، التي تتلخص في مطالبات السائقين الممتنعين عن العمل بصرف رواتبهم المتأخرة منذ نحو ثلاثة أشهر - على حد قولهم -. وبين المتحدث الإعلامي لتعليم الباحة محمد هضبان أنه تم عقد اجتماع الخميس الماضي بحضور مساعد مدير الشؤون المدرسية ومدير خدمات الطلاب وممثل شركة تطوير وممثل الشركة المشغلة، وخلص الاجتماع إلى العمل على إيجاد حل فوري لصرف جميع مستحقات سائقي النقل المدرسي وإيجاد آلية منظمة لصرف مستحقاتهم أولا بأول، وتم رفع خطابات من إدارة التعليم لأمير منطقة الباحة ولوزير التعليم ولشركة تطوير بضرورة العمل على إنهاء صرف مستحقات الشركة المشغلة في أسرع وقت. وأضاف أنه لا صحة لتأخر رواتب سائقي قطاع محافظة العقيق ثلاثة أشهر وإنما التأخر في ربيع الأول فقط. وفي ظهران الجنوب وللأسبوع الثاني على التوالي استمر امتناع قائدي حافلات نقل الطلاب والطالبات عن العمل بحجة عدم استلامهم لمستحقاتهم ومرتباتهم منذ خمسة أشهر من قبل الشركة المتعهدة بنقل طلاب وطالبات التعليم العام. وأوضح عوض آل عاطف قائد حافلة أنه منذ عقدين من الزمن وهو ينقل الطالبات ولم يجد أي تأخير في استلام حقوقه إلا مع الشركة الحالية، مطالبا المسؤولين في وزارة التعليم بالتدخل العاجل لحل مشكلة انقطاع مرتباتهم التي تسببت في امتناعهم عن العمل ونقل الطلاب والطالبات الذين تأثروا كثيرا هم وأولياء أمورهم من هذا الوضع. بدوره أكد المتحدث الإعلامي لتعليم سراة عبيدة مبارك طراد أن دور إدارتهم هو رقابي لمتابعة التزام الشركة المتعهدة بالنقل وبالعقد المبرم بينها وبين الوزارة، وفي حالة أي إخلال ببنود العقد فسيرفع بشأنه للجهات المختصة بوزارة التعليم لاتخاذ الجزاءات النظامية في شأن الشركة المشغلة. وفي سهول بللحمر شرق منطقة عسير أبدى عدد من سائقي النقل لمدارس مركز الأثب استياءهم من تأخر صرف رواتبهم منذ أربعة أشهر، مطالبين بصرفها لإعانتهم على متطلبات الحياة، متسائلين عن سبب تأخرها كل هذه الفترة.