بعد يوم واحد من قيام عشرات المقاتلات الأردنية بشن غارات على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في سورية، إثر إعدام التنظيم للطيار الأردني معاذ الكساسبة، توعد الأردن أمس بتكثيف الضربات ضد التنظيم، فيما تظاهر الآلاف تتقدمهم الملكة رانيا زوجة ملك الأردن عبدالله الثاني وسط عمان للتنديد بعملية إعدام الطيار. وفيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 30 عنصرا من "داعش" قُتلوا أول من أمس في محافظة الرقة شمال سورية نتيجة الضربات الجوية التي نفذها التحالف، أوضح وزير خارجية الأردن ناصر جودة، أن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية ضد معاقل "داعش" "ليست سوى بداية الانتقام لقتل الطيار الأردني"، مؤكدا في تصريحات صحفية أن الأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة". وأضاف أن "كل عنصر من عناصر "داعش" هو هدف بالنسبة لنا لكنهم كما نعلم جميعا، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء". وأشار جودة إلى محاولة الأردن إنقاذ الطيار الكساسبة بعد احتجازه من قبل تنظيم "داعش"، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.ولدى سؤاله عن استعداد الأردن لاحتمال خوض حرب برية ضد التنظيم قال جودة "إن هناك عوامل كثيرة يجب التفكير فيها، فهناك المسار العسكري الحالي، كما أن لدينا مهمة هي ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى أهداف على المدى الطويل تتضمن محاربة أيديولوجيا هذا التنظيم". وكانت عشرات "المقاتلات الأردنية أغارت أول من أمس على مواقع للتنظيم في عملية شنتها عمان انتقاما لمقتل طيارها الذي أحرقه التنظيم، وأعلن الجيش في بيان أن الطائرات "هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر، وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت". وفي واشنطن أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن طائرات أميركية واكبت أول من أمس طائرات أردنية فوق سورية، حيث شنت ضربات انتقامية ضد تنظيم "داعش" ردا على إحراقه الطيار الأردني. وقال المسؤول إن طائرات إف-16 وإف-22 تولت حماية مقاتلات أردنية خلال مهمة، في حين تولت طائرات أميركية تزويدها بالوقود والمراقبة في مهمة دعم إضافي. من جانب آخر، تظاهر آلاف الأردنيين في عمان بعد صلاة الجمعة أمس، تتقدمهم الملكة رانيا للتنديد بإعدام الطيار الكساسبة. ورفع المتظاهرون، الذين تجمعوا أمام المسجد الحسيني وسط عمان، أعلاما أردنية وصورا للطيار الأردني ولافتات تدين إعدامه، وقال عدد من المتظاهرين إنهم جاؤوا للتعبير عن غضبهم لمقتل الطيار الكساسبة وانتقاما لعائلته". وأضافوا "لن يرتاح قلب أي أردني حتى نقتص من كل داعشي". وفي سياق متصل، تظاهر أمس عشرات المصريين في ميدان عبدالمنعم رياض بوسط القاهرة ضد قيام تنظيم "داعش" بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وحمل أحد المتظاهرين صورة للكساسبة تظهر إشعال النيران به من عناصر التنظيم المتطرف، كما ردد المتظاهرون هتافات ضد جماعة الإخوان، كما تظاهر العشرات في الإسكندرية مرددين هتافات مناهضة ل"داعش" وقاموا بإحراق علم التنظيم.