سعيد علي دلبوح محافظ أحد رفيدة وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- كانت فاجعة بكل المقاييس لكل فرد من أفراد الشعب السعودي، وكانت ردة الفعل من هذا الشعب تلقائية، وهي الالتفاف حول قيادته في مشهد حظي بإعجاب القاصي والداني، لما يرى من الحب والوفاء اللذين يجمعان القيادة بالشعب بكل عفوية وصدق، فرأى الجميع التدافع لتشييع الجثمان الطاهر والعدد المهول الذي صلى على الراحل فقيد الأمة، وكذلك الحضور الكبير إلى مقبرة العود، ثم الإقبال على تعزية الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وأمراء المناطق، والتدفق الهائل على المحافظات والمراكز للتعزية دليل على أن هذه اللحمة الوطنية يندر وجودها في أي بلد غير مملكتنا الغالية، وتتمنى كثير من دول العالم المتقدم أن تصل إلى درجة ولو بسيطة من هذا الانتماء وهذا الحب والتلاحم كما هو في وطني ومن أبنائه. ثم تأتي الصورة المشرقة الأولى من خلال هذه المعاناة وهي العدد الكبير من الوفود من كافة أرجاء العالم رؤساء وقادة وعلماء توافدوا على وطني يواسون في فقيدنا الغالي، وكان الحشد من خارج المملكة وعلى مختلف المستويات دليلاً على ما تحظى به بلادنا من مكانه عالية على مستوى العالم، ثم تأتي الصورة المشرقة الثانية بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وثقة خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، بشكل سلس وتلقائي في وقت قياسي يدل على ثبات دعائم السياسة السعودية، وأنها تسير على منهج ثابت ومنظم وهذه التعيينات وفي هذا التوقيت السريع تعطي المملكة الصورة السياسية الراقية التي زادت من مكانتها كما هي دائماً. وتتولى الصورة المشرقة في صدور الأوامر الملكية الكريمة التي كانت نقلة كبيرة في كافة المجالات وبشرى خير وتفاؤل لكل أفراد الشعب، ومكرمات شملت شرائح المجتمع كافة. دمت يا وطني ودام عزك ودام قادتك، فأنت وقادتك وشعبك قدوة لكل بلاد الدنيا، فكلنا نبني حتى في أصعب الظروف.