موت الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله كان فاجعة بكل المقاييس لكل فرد من أفراد الشعب السعودي، وكانت ردة الفعل من هذا الشعب تلقائية، وهي الالتفاف حول قيادته في مشهد حظي بإعجاب القاصي والداني، لما يرى من الحب والوفاء الذي يجمع القيادة بالشعب بكل عفوية وصدق. فرأى الجميع التدافع لاستقبال الجثمان الطاهر والعدد المهول الذي صلى على الراحل فقيد الأمة في المسجد الحرام، وكذلك الحضور الكبير للمشيعين في مقبرة العدل، ثم الإقبال على تعزية الملك يحفظه الله وأمراء المناطق والتدفق الهائل على المحافظات والمراكز للتعزية دليل على أن هذه اللحمة الوطنية يندر وجودها في أي بلد سوى مملكتنا الغالية، وتتمنى كثير من دول العالم المتقدم أن تصل إلى درجة ولو بسيطة من هذا الانتماء وهذا الحب والتلاحم كما هو في وطني ومن أبنائه. ثم تأتي الصورة المشرقة من خلال هذه المعاناة وهي العدد الكبير من الوفود من كافة أرجاء العالم رؤساء وقادة وعلماء توافدوا على وطني يواسون في فقيدنا الغالي، وكان هذا الحشد من خارج المملكة وعلى مختلف المستويات دليلا على ما تحظى به بلادنا من مكانة على مستوى العالم.. ثم تأتي الصورة المشرفة الثالثة بثقة خادم الحرمين الشريفين بتعيين سمو الأمير سلمان ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع وتعيين سمو الأمير أحمد وزيرا للداخلية، بشكل سلس وتلقائي، يدل على ثبات دعائم السياسة السعودية، وأنها تسير وفق منهج ثابت ومنظم، وهذه التعيينات وفي هذا التوقيت السريع تعطي المملكة الصورة السياسية الراقية التي زادت من مكانتها كما هي دائماً. دمت يا وطني ودام عزك ودام قادتك، فأنت وقادتك وشعبك قدوة لكل بلاد الدنيا، فكلنا نبني حتى في أصعب الظروف.