نايف جابر البرقاني مدير العلاقات ببلدية أملج نادرا ما تجد علاقة وئام ومحبة بين مسؤول في قطاع خدمي وبين المجتمع الذي يستفيد من عمله، على الأقل لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إلا أن هناك أمثلة تبقى في خانة النادر والمستثنى. بالأمس، رحل رئيس بلدية محافظة أملج المهندس محمد راشد العطوي، في حادث مروري مؤلم، وخلف وراءه قلوبا تدعوا له في تلك المحافظة، تلك القلوب التي اعتصرها ألم الفقد والفراق لم تذكره إلا بكل خير، لأنه لم يفعل غيره في حياته، فقد كان العون لكل طالب عون والمرشد لكل ضال للطريق والملهم لمن يريد النجاح، المنفق بسخاء لم أر له مثيلا. يحب الخير لهم أكثر من حبه لنفسه وأهله، همه لا يطلع عليه أحد يكتمه في داخله حتى تجلطت شرايينه قبل عام، أحب الجميع فأحبوه حيا وميتا، قامة إدارية فذة، طموحه ليس له حدود. فَقْد المحافظة كبير، ومصابها جلل، ولعل السيل العارم من التعازي الذي يصلني من الجميع يدلل على هذا الحب والتقدير اللذين يكنهما له كل من يعرفه ومن لا يعرفه، وهذا غير مستغرب من أهل الوفاء والكرم والعطاء أبناء محافظتي الغالية أملج، فقد كانوا في قلبه وعقله ودائما ما يقول، رحمه الله، إن ما يهون عليه بعده عن أهله ومدينته طيب أهل أملج وكرمهم وحسن تعاملهم، مقابل ما قدم لهم من جهد وتفان. كل من عمل مع الأخ أبو راشد يعرف قيمته المهنية وخبرته التي اكتسبها من مناهل كثيرة وكبيرة، انعكست على عمله كموظف بأمانة منطقة تبوك وكرئيس لبلدية أملج، طوال السنوات الثماني التي قضاها في البلدية أثمرت نجاحا وتميزا لكل أعماله ومسؤولياته التي تقلدها، فأصبح النجاح والتميز عنوانين له أينما حل وارتحل. بلدية أملج بكامل موظفيها يخيم عليهم الحزن ويعتصرهم الألم. الجانب الإعلامي له مكانة كبيرة في حياة العطوي، رحمه الله، فبحكم مجال عملي في العلاقات العامة والإعلام كان يكن لكل الإعلاميين الحب والتقدير، وتربطه بهم علاقة محبة وصداقة. كان رحمه الله، يحثني على أن تصل المواد الإعلامية للجميع في نفس الوقت حرصا منه، رحمه الله، على العدالة لأنه يؤمن بأن الإعلام شريك وراع للعمل البلدي، ودائما ما يقول لي عندما ينشر نقد عن البلدية أن الخطأ ليس على الوسيلة الإعلامية أو الإعلامي، وإنما الخطأ علينا، لأنهم ما نشروا إلا الواقع ويوجه فورا بمعالجة الملاحظة المنشورة.