أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة تشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكبر مبادرة للعناية بالتراث الحضاري الوطني، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين يعزز بناء ما قدمه أسلافه - رحمهم الله - من اهتمام بتاريخ وحضارة جميع العصور التي شهدتها الجزيرة العربية. وكان الأمير سلطان قد ترأس وفد المملكة إلى المؤتمر الأول للسياحة والثقافة الذي افتتح أمس في كمبوديا، بحضور 41 وزيرا للسياحة والثقافة من 38 دولة، ومشاركة 1107 أشخاص من 99 دولة. وقال الأمير سلطان الذي كان في الجلسة الافتتاحية المتحدث الرئيس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، والمشارك في الجلسة الوزارية للمؤتمر "إن المملكة تشهد حراكا كبيرا في الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي على مستوى الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية"، لافتا الانتباه إلى أن المملكة ليست طارئة على التاريخ، ولديها مواقع أثرية تمثل الحقب التاريخية المختلفة، ومشيرا إلى أن المملكة تقف على أرض تشكل نقطة لالتقاء ثقافات وحضارات العالم، وموقعا مهما في التاريخ الإنساني، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى سياستها المستقرة ومبادئها الثابتة، وما تميزت به من ثقل سياسي واقتصادي وثقافي وحضاري. وفي تصريح أعقب مشاركته أمس في المؤتمر الذي تنظمه منظمة السياحة العالمية، و"اليونسكو"، في مدينة سيام ريب في كمبوديا "وجدنا اهتماما كبيرا بحضور ومشاركة المملكة في هذا المؤتمر الدولي الهام، وأعطيت المملكة حضورا رئيسيا في الجلسة الافتتاحية، حيث أننا نمثل دولة ذات ثقل، ونقدم مشروعا متطورا للعناية بالتراث الحضاري ويندمج مع مشروع للسياحة القيمة"، موضحا أن تجربة المملكة في مجال التراث الوطني والسياحة الثقافية ثرية وغنية، وأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تركز بشكل كبير على استعادة المكانة لتراثنا الحضاري، والاهتمام بالمواقع التاريخية، ومواقع الوحدة الوطنية، ومواقع الحضارات المتعاقبة، وفي مقدمتها الحضارة الإسلامية. وأضاف "الموقع الاستراتيجي للمملكة أكسبها إرثا متوسطا بين ثقافات العالم، وخلق نوعا من التمازج الثقافي بينها وبين الآخرين"، مشيرا إلى أن المملكة تشهد نموا كبيرا في علاقة السياحة بالثقافة، حيث وعت الهيئة أهمية التناغم بين الثقافة والسياحة منذ وقت مبكر، فخصصت مسارا واضحا في الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية - التي أقرتها الدولة عام 1425 - لسياحة التراث والثقافة في المملكة وسبل تنميتها، خاصةً وأن لدى المملكة مقومات كبيرة جدا في هذا الجانب ولارتباط المواطنين - الذين هم المستهدف الأول ببرامج السياحة في المملكة - بتراثهم واعتزازهم بموروثهم الثقافي. وتابع "أن التراث يشكل صناعة متكاملة خاصة في مجال التراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، وقد انتقلنا من مجرد حماية التراث الوطني إلى المحافظة عليه وتنميته تنمية مستدامة، كما أننا ننطلق من تنمية القاعدة المجتمعية المحلية، ونرى أن التراث الوطني يمكن أن يسهم في التنمية المحلية المستدامة وهو ما نعمل عليه بإصرار لثقتنا أن هذه التنمية ستوفر عددا كبيرا من الوظائف في كل منطقة وستحقق التنمية المتوازنة المستدامة ". وأكمل "يجب أن يتناغم المكان مع التجارب اللا مادية الأخرى التي تعطي الأماكن التراثية معنى وتجعلها جاذبة سياحيا"، مشيرا إلى أن التركيز يجب أن ينصب على إعداد الشباب الذي يؤمن بتراثه الوطني كي يعمل على توظيفه واستثماره. أمير جازان: خادم الحرمين موسوعة تاريخية متنقلة جازان: موسى محرق شدد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر على أن تاريخ منطقة جازان زاخر وراسخ منذ مئات السنين، وهو بحاجة ماسة إلى إبرازه بالتحقيق والبحث والدراسة ليكون متاحاً للجميع، مشيراً إلى أهمية الجانب التاريخي في حياة الأمم والشعوب، موضحاً أن ما حظيت به جازان من اهتمام بالجانب التوثيقي والتاريخي والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية هو نتاج اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالجوانب التاريخية، حيث يعد - يحفظه الله- موسوعة تاريخية متنقلة. جاء ذلك خلال استقباله وكيل جامعة جازان الدكتور حسن بن حجاب الحازمي وأعضاء الجمعية التاريخية السعودية مساء أمس بمكتبه بديوان الإمارة.