اعترف البنتاغون بوجود محادثات شارك فيها مسؤولون أمريكيون مع ممثلين عن ميليشيات الحوثيين في اليمن الذين حملوا الرئيس اليمني على الاستقالة، حسب ما أعلن متحدث باسم البنتاغون أول أمس الثلاثاء. وقال جون كيربي: إن هذه المحادثات لا تتعلق باتفاق لتقاسم المعلومات الاستخبارية حول القاعدة في اليمن. وأضاف «نظرًا إلى الفوضى السياسية، من الصواب القول: إن مسؤولين حكوميين أمريكيين هم على اتصال مع مختلف الأطراف في اليمن حيث الوضع السياسي متحرك جدًا ومعقد جدًا». وأوضح «من الصحيح القول: أيضًا إن الحوثيين سيكون لهم بالتأكيد أسباب للتحدث مع الشركاء الدوليين ومع الأسرة الدولية عن نواياهم والطريقة التي ستتم فيها العملية». وردًا على سؤال لمعرفة ما إذا كان الأمريكيون والحوثيون يتقاسمون معلومات استخبارية حول القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أجاب كيربي إنه «لا توجد آلية لتقاسم المعلومات مع الحوثيين، ولا يوجد اتفاق رسمي للقيام بذلك ونحن بحاجة لهذه الاتفاقات الرسمية كي نكون قادرين على فعل ذلك». اجتماع عربي من جهة أخرى كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن إجرائه سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع عدد من الدول العربية لبحث إمكانية عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في أقرب وقت لمناقشة تطورات الأوضاع الخطيرة في اليمن. ولفت في تصريح له أمس إلى أن الأمانة العامة للجامعة تابعت عن كثب تطورات الأوضاع في اليمن، وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن طلب اليمن تأجيل انعقاد هذا الاجتماع أوضح العربي أن دولة اليمن طلبت التريث قبل عقد الاجتماع لكن المشاورات ما زالت جارية. وكان العربي قد أجرى اتصالًا هاتفيًا أمس مع عبدالله محمد الصايدي وزير خارجية اليمن لبحث ما تشهده الساحة اليمنية من مستجدات خطيرة، والجهود المبذولة في هذا الشأن من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وما يمكن لجامعة الدول العربية أن تقدمه لمساعدة اليمنيين على الخروج من نفق الأزمة الراهنة. وأكد الأمين العام على دعم جامعة الدول العربية للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل استعادة الأمن والاستقرار، وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق الشراكة والسلم، وما نصت عليه مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتبارها تشكل الأساس اللازم لإنجاز الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية. مبادرة فردية من جانبه وصف المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مبادرة الحوثي بجمع اليمنيين يوم غد مبادرة فردية لم يتمَّ ترتيبها مع الأممالمتحدة، ومن المنتظر أن تتواصل اليوم اجتماعات ابن عمر مع ممثلي المكونات السياسية اليمنية. وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي قد دعا ممثلي الشعب اليمني إلى اجتماع موسع يوم غد في العاصمة صنعاء لبحث مستقبل البلاد وسبل تأمين ما وصفه بالانتقال السلمي للسلطة على أسس الشراكة. وقال الحوثي في خطاب ألقاه أول أمس الثلاثاء: إن الهدف من الاجتماع هو مراجعة الوضع الداخلي على المستوى السياسي والأمني للخروج بمقررات استثنائية وتاريخية. كما اتهم أطرافًا وقوى داخلية لم يسمها بافتعال الأزمات للتحكم والهيمنة على القرار السياسي باليمن. ولم تلق هذه الدعوة ترحيبًا من قبل معارضي الحوثيين إذ جددت الكتلة البرلمانية في محافظاتجنوب اليمن رفضها الذهاب إلى صنعاء لأي اجتماع أو مشاورات هناك، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم إزاء ما يجري في اليمن. كما أكدت على ضرورة تماسك الجنوبيين سياسيًا وأمنيًا خلال هذه الفترة الحرجة -كما وصفتها- من تاريخ البلاد. اجتماعات الفرقاء وفي سياق ذي صلة، واصل ابن عمر أمس الأربعاء اجتماعاته مع ممثلي المكونات السياسية اليمنية من أجل بلورة المخرج المناسب من بين المقترحات المقدمة من قبل مختلف الأطراف، حيث إن كل طرف متمسك بمقترحه. وكان اجتماع أول أمس قد انتهى دون التوصل إلى أي اتفاق بحسب تصريحات مصدر سياسي يمني لوكالة الأناضول. وقال المصدر ذاته: «إن الاجتماع الذي عُقد بين المبعوث الأممي والمكونات الموقعة على اتفاق السلم والشراكة -الذي تم توقيعه عشية سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي- لم يحسم الخلاف حول الرؤى المقدمة لحل الأزمة». وفي وقت سابق قال ابن عمر: «إنه مستمر في بذل الجهود لمساعدة اليمنيين على إرجاع العملية السياسية إلى مسارها الصحيح من خلال الاجتماع مع كافة الأطراف السياسية المعنية». وأشار إلى أنه «سيستمر خلال الأيام المقبلة في بذل جهوده الحثيثة والاجتماع مع كافة الأطراف السياسية المعنية». إقامة جبرية من جهة أخرى قال ابن عمر: إن أعضاء من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية، وإنه يلتقي بالرئيس المستقيل أملًا في دفع الحوار بين الفرقاء. يشار إلى أن الأسبوع الماضي شهد اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بصنعاء بينها محيط منزل الرئيس هادي انتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة في العاصمة التي اجتاحها مسلحون حوثيون يوم 21 سبتمبر الماضي قبل أن يتوسعوا إلى محافظات شمالية وغربية. حلول دستورية أكد الناطق باسم المؤتمر الشعبي العام في اليمن عبده الجندي أمس تمسك المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني بالدستور في حل الأزمة السياسية الناتجة عن استقالة رئيس الجمهورية والحكومة. وقال في تصريح بثته وكالة «خبر» للأنباء القريبة من المؤتمر الشعبي العام: إن رؤية المؤتمر وأحزاب التحالف التي قدمت اليوم لاجتماع القوى السياسية، شددت على أن حل الأزمة تأتي عبر الدستور والرجوع إلى مجلس النواب باعتباره المؤسسة الشرعية والدستورية الملزمة للجميع، وبما يهيئ الوطن للانتقال الآمن إلى مرحلة الاستقرار السياسي والشرعية الدستورية، وعبر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ووصف الحوارات التي تجريها القوى السياسية بأنها خطوة إيجابية في طريق الوصول إلى حلول تخرج اليمن مما هو فيه.