برؤية من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، شكل سوق عكاظ معلما سياحيا فريدا ورافدا مهما من روافد السياحة والثقافة والاقتصاد في محافظة الطائف، إذ يقوم السوق الذي أعيد إحياؤه وأطلق أولى دوراته أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل نيابة عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، في عام 1428، بعد انقطاع استمر نحو ألف وثلاثمئة سنة. وللسوق بُعد سياحي إضافة إلى البُعد الثقافي، إذ يتعرف الزائر على خصوصيات ثقافة المكان، ويعيش معه لحظة تأمل يلتئم فيها مع تاريخ مكونات هويته الثقافية العريقة، كما يقصده اليوم كثير من السائحين لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد درس الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وكفاءة علمية. ولا يزال المثقفون يتذكرون عبارة الأمير خالد الفيصل التي قالها عند افتتاح السوق في دورته الأولى: "أتوقع منهم ومن جميع إخواني المسؤولين في هذه المنطقة أن يكون الإبداع هو هدفهم في كل أعمالهم التي يقومون بها إن شاء الله، ونحن ننتظر في الأعوام القادمة أن نرى هذا السوق وقد تطور ونما وأصبح هناك فرصة للمبدعين في المجالات الأدبية والاقتصادية والاجتماعية، ليقدموا فنهم الأدبي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي كذلك، ونرى السوق سوقا بمعنى الكلمة اقتصادا وثقافة وعلما إن شاء الله". وذكر محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، أن عودة افتتاح سوق عكاظ التاريخي من جديد بعد توقفه منذ أكثر من 1300 عام مؤشر على مدى الاهتمام بتاريخ وثقافة وحضارة هذا الوطن، بما فيه سوق عكاظ الذي يمثل رمزا ثقافيا مهما، كان له دور كبير للخروج من الجاهلية إلى الإسلام، وقناة تواصل بين العرب والمسلمين بصورة عامة. وبين المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، أن السوق يسهم في دعم التنمية الوطنية في الطائف، من خلال تحقيق المزيد من النمو للمدينة العريقة والثرية بتنوعها الثقافي والحضاري، ويزيد من مقوماتها الجاذبة لمختلف أنواع الاستثمار. وأشار إلى أن احتضان سوق عكاظ للحرف اليدوية يأتي إيمانا من القائمين عليه بأن الحرف مشروع اقتصادي يوفر فرص عمل جيدة لفئات المجتمع، ما ينتج عنه زيادة الدخل من ناحية وإبراز الهوية التراثية المحلية من ناحية أخرى. ولفت عضو لجنة شباب وشابات الإعمال بغرفة مكة عبدالله فلإلي، إلى أن السوق أسهم في فتح منفذ جديد للأسر المنتجة التي تحاكي منتجاتها وقائع وفعاليات السوق، خصوصا أن خلال الدورات السبع الماضية نجح السوق في تأصيل المفهوم الحرفي المحاكي للتراث السعودي بكل أطيافه، وهذا يعد نجاحا ومكتسبا نأمل أن يستمر أعواما قادمة". كما أكد عدد من المختصين في الاقتصاد أن إحياء سوق عكاظ أسهم في تنشيط التنمية في شمال الطائف، خاصة مع بروز عدد من المشاريع الداعمة لجهود تنمية وتطوير السوق والمواقع المحيطة، ومن الملاحظ خلال السنوات الماضية ارتفاع أسعار الأراضي في المنطقة الواقعة بجوار سوق عكاظ، إضافة إلى ما شهدته المنطقة من تحسين في البنية التحتية، وتوجه أمانة الطائف إلى إنشاء مشروع مدينة الطائف الجديدة في تلك المنطقة.