ليس محطة ثقافية فحسب ، بل دعوة للسياحية ، ومساحة للاقتصاد ، إنه سوق عكاظ الذي ينطلق في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، بل إنه أيضا من خلال عناصره الفكرية والأدبية والثقافية والعلمية والتراثية جسر يربط ما قبل 1300 عاما بالحاضر وبالمستقبل. وبحسب المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي فإن اللجنة التنفيذية للسوق برئاسة معالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر عملت خلال الفترة الماضية على التجهيز للسوق وفق توجيهات صاحب السمو الملكي مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، الذي يحرص على أن تخرج التظاهرة بالشكل الذي يعزز مكانة المنطقة ثقافيا على وجه العموم ، ويبدي الوجه الآخر للسياحة الثقافية في الطائف على وجه الخصوص. ولفت الغامدي إلى أن للدور الكبير الذي لعبه أمين اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ زياد بن غضيف كان ولايزال له الأثر الأكبر في العمل، أيماناً منه بأهمية المناسبة إذ كرس لدى الجهات العاملة مبدأ العمل بروح الفريق الواحد ، سيما وأن العمل الجماعي سيؤتي –بإذن الله – ثماراً إيجابية تعود بالنفع على سوق عكاظ ومحافظة الطائف على حد سواء. وأوضح مدير عكاظ التنفيذي، أن الجادة ستشهد تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. وعن الجانب الاقتصادي للسوق قال " عكاظ يمتلك ميزة وسمعة ومكانة تاريخية ، تمكن من تحقيق فوائد عدة اقتصادية وثقافية واجتماعية، وفي الجانب الاقتصادي فإن معظم الزوار يأتي عن طريق الرحلات الجوية الأمر الذي ينعكس إيجابا على محافظة الطائف ".
وأضاف أن سوق عكاظ يسهم في دعم التنمية الوطنية في الطائف من خلال تحقيق المزيد من النمو للمدينة العريقة والثرية بتنوعها الثقافي والحضاري ويزيد من مقوماتها الجاذبة لمختلف أنواع الاستثمار. وأشار إلى أن احتضان سوق عكاظ للحرف اليدوية يأتي إيماناً من القائمين عليه بأن الحرف مشروع اقتصادي يوفر فرص عمل جيدة لفئات المجتمع ما ينتج عنه زيادة الدخل من ناحية وإبراز الهوية التراثية المحلية من ناحية أخرى. من جهته قال عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية في مكةالمكرمة، حسن كنسارة، " مما لا شك فيه أن سوق عكاظ يجمع بين ثناياه الكثير من المكنونات لا سيما الادبية والثقافية منها، ويأتي الاهتمام اللامحدود من لدن الأمير مشعل بن عبدالله بصفته رئيس اللجنة الاشرافية العليا ، كذلك بدعم مباشر الهيئة العامة للسياحة والآثار ، بالأسر المنتجة في إبراز وعرض منتجاتهم الحرفية التي تحاكي العادات السعودية وحضاراتها على امتدادا عقود طويلة". وأضاف" مما لاشك فيه أن العناية بالحرفيين تتواءم مع المساهمة في رفع وفتح موارد اقتصادية لتلك الاسر المنتجة، وبالتالي فالفائدة والهدف مشترك، السوق ينشر ثقافة الوطن من خلال تلك الأسر والتي بدورها ترفع من مداخليها المادية". وزاد " كنا نتمنى ان تطول ايام السوق، لأنه وبكل صدق يعد واجهة سياحية للسعودية تجذب المهتمين من كافة الاطياف سواء الادبية والمجتمعية أو حتى المهتمين بالتراث، بالإضافة الى انه يعتبر حراكا اقتصاديا للأسر المنتجة، والتي تجد الدعم من كافة الجهات ونحن بدورنا في الغرفة التجارية بمكة نضع ايدينا بيد القائمين في السوق لدعمهم في كافة المحافل". من جهته قال عضو لجنة شباب وشابات الاعمال بغرفة مكة، عبد الله فلالي" أسهم سوق عكاظ في فتح منفذ جديد للأسر المنتجة التي تحاكي منتجاتها وقائع وفعاليات السوق، خصوصا وأن خلال الدورات السبع الماضية نجح السوق في تأصيل المفهوم الحرفي المحاكي للتراث السعودي بكافة أطيافه وهذا يعد نجاحا ومكتسبا نأمل أن يستمر اعواما قادمة". وأفاد فلالي، أن نجاح السوق مرتبط بشكل كبير بنجاح الانشطة التي يقدمها للأسر المنتجة وذلك من خلال توافد الزوار، ومن هذا المنطلق لا بد ان يتواكب مع هذا الحدث حملات دعائية وإعلامية مكثفة ليصل الى كافة الشرائح الامر الذي سيسهم في حراك اقتصادي لتلك الأسر المنتجة.