ألمح مسؤول إسرائيلي رفيع أمس إلى احتمال اندلاع حرب وشيكة مع لبنان، مشيرا إلى أن تل أبيب تبحث احتمالات نشوب هذه الحرب، ردا على العملية التي قام بها حزب الله في مزارع شبعا. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أمس "حزب الله فرض قواعد لعبة جديدة على إسرائيل، ونعتقد أنه بات أكثر جرأة، وأكبر تصميما، واستفزازية، لذلك يبدو واضحا أن الحرب الثالثة في لبنان أمر لا مفر منه"، وأضاف "تم اختراق آلية الردع الإسرائيلية بعد هجوم حزب الله في مزارع شبعا، ما أدى إلى مقتل بعض جنود الجيش الإسرائيلي وجرح آخرين، وعلى الصعيد الشخصي أرى أن الرد الإسرائيلي على العملية لم يكن كافيا، لذلك نبحث كيفية توجيه رد قاس يوقف حزب الله عند حده ويحمله مسؤولية أفعاله". من جانبه، أعرب رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة عن رفضه لتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله، التي أعلن فيها عن قواعد جديدة للاشتباك، وقال "الكلام الذي صدر عن نصر الله وأعلن فيه عن إسقاط قواعد الاشتباك السابق مع العدو الإسرائيلي كلام متفرد ومتسرع، يلغي إرادة الشعب اللبناني ومؤسساته الدستورية التي أجمعت ووافقت والتزمت باحترام القرار الدولي 1701. وليس مسموحا أو مفوضا لأي طرف كان أن يقرر عن الشعب اللبناني وسلطاته الدستورية المنتخبة من قبل مواطنيه. وليس مقبولا أو مسموحا أن يأتي من يصادرها ويحاول تحويل البلاد إلى أرض سائبة تسود فيها شريعة الغاب ومنطق القوة والغلبة والسيطرة والإرغام". واختتم تصريحاته بالقول "نحن نتمسك بحق المواطنة المتساوية مع كل المواطنين اللبنانيين. فكلام نصر الله الأخير لا يحترم إرادة الشعب اللبناني، ولا منطق العيش المشترك، ولا حقوق الإنسان، بل يحاول أن يفرض منطق السلاح والعنف والتسلط. والتجربة في لبنان تقول إن من اتبع هذا الطريق كان مصيره الفشل، والإضرار بنفسه وبغيره وإلحاق المزيد من الخسائر بلبنان واللبنانيين". وفي السياق ذاته، أعلن مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو رفضه دخول لبنان في حروب إنابة عن إيران، وقال في تصريحات صحفية "من الطبيعي أن نرفض عدوان إسرائيل على كل الأراضي العربية، أما أن يكون العدوان على حزب الله وإيران في القنيطرة، ثم يكون الرد من لبنان فهذا ما لا نوافق عليه، لأن إيران جرتنا إلى حروب عدة مع إسرائيل، وأن تدمر تل أبيب بيروت في كل مرة فهذا ما لا نوافق عليه". وتابع "نرفض أن تجعل إيرانلبنان مسرحا لها، تستخدمه ساعة تشاء، وتحول من فيه إلى رهائن، يدورون مع مصالحها، لأن لبنان ليس حزب الله فحسب، ولا هو ملك لطائفة من الطوائف، بل هو دولة مستقلة، لها كيانها وشعبها، وليس محافظة من محافظاتإيران. لو دخلنا في حرب مع إسرائيل هذه المرة فلن نجد أحدا يمد يده إلينا لإعادة إعمار ما تهدم".