كشفت مصادر يمنية خاصة أن جماعة الحوثي بدأت مساومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالانسحاب من صنعاء وإعادة الهدوء، مقابل تعيين نائب للرئيس من الجماعة، إضافة إلى استيعاب عشرات الآلاف من عناصرها في الجيش والأمن. وأشارت المصادر إلى أن ممثل الجماعة المتمردة مهدي المشاط هدد بأنه إذا لم يستجب هادي لمطالبهم، فإنهم سيعلنون الانقلاب على السلطة، وقال "البيان الأول جاهز". كما هدد باقتحام منزل هادي إذا لم يسمح لهم بالسيطرة على دار الرئاسة. وكان مصدر عسكري قد أعلن أن مسلحي الحوثي سيطروا على مجموعة ألوية الصواريخ الواقعة في "فجْ عطّان" جنوب العاصمة صنعاء دون مقاومة. وأضاف المصدر العسكري أن دوريات مسلحة للحوثيين دخلت معسكر ألوية الصواريخ بعد توجيهات من القيادة العليا، وأشار إلى أن منظومة الصواريخ تضم صواريخ سكود وذاتية الدفع طويلة المدى، نهبت كلها بواسطة المتمردين. من جانب آخر، قال شهود عيان أمس إن مقاتلين حوثيين انتشروا خارج مقر إقامة الرئيس الذي يتولى حراسته في العادة ضباط من الحرس الرئاسي، وأضاف الشهود أن مواقع الحرس خالية ولا توجد أي علامة تدل على وجود الحرس في المجمع الذي شهد اشتباكات بين جماعة الحوثي وقوات الحماية الرئاسية أول من أمس. إلى ذلك، أكدت مصادر طبية وأمنية أمس أن حصيلة المواجهات مع الحوثيين في صنعاء خلال اليوميين الماضيين بلغت 35 قتيلا و94 جريحا. ولدرء الأخطار، أكدت مصادر صحفية أن هادي أجرى اتصالات أمس مع قادة دول غربية وخليجية وأفريقية للتشاور بشأن التصعيد الأمني الأخير والخطير في صنعاء، وأضافت المصادر أن الرئيس يفكر في الرحيل عن العاصمة والعودة إلى الجنوب الذي ينتمي إليه، لكنه يخشى أن تقود هذه الخطوة إلى انفصال الجنوب عن الشمال. وفي جنوب اليمن، أعلنت السلطات الأمنية في محافظاتعدن ولحج وأبين إغلاق منافذها البحرية والجوية، تضامناً مع الرئيس هادي غداة سيطرة المسلحين الحوثيين على دار الرئاسة في صنعاء. وقال بيان للجنة الأمنية في المحافظات الثلاث "تم اتخاذ قرار بإغلاق المنافذ البحرية والجوية إلى أجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية، لأن ما حدث في صنعاء هو عملية انقلابية على شرعية الرئيس". وأكد الموقعون تمسكهم بالشرعية الدستورية لهادي، والرفض القاطع لأي محاولة للمساس بها. وحملوا الحوثيين مسؤولية التعرض والمساس لكل رموز الشرعية الدستورية. ودعت اللجنة الأمنية المجتمع الدولي والإقليمي "للقيام بواجبهم تجاه الشرعية الدستورية في اليمن والدفاع عنها". وتوافد المئات من مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني إلى مدينة عدن بغرض حماية المقرات الحكومية. وقال شهود عيان إن مئات المقاتلين من اللجان الشعبية توافدوا من محافظة أبين ولحج وشبوة وبتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة إلى عدن بهدف توزيعهم على المقرات الحيوية. في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي في تصريحات صحفية أن رئيس الحكومة خالد بحاح غادر أمس مقره في القصر الجمهوري بوسط صنعاء بعد يومين من محاصرته من قبل مسلحين حوثيين. وأضاف أن بحاح "غادر إلى جهة آمنة على متن سيارته وبرفقة مرافقه". من جانبه، أكد المستشار الخاص للأمين العام لشؤون اليمن، جمال بن عمر الحاجة الماسة للتنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة، الموقع بين الأطراف اليمنية في 21 سبتمبر من العام الماضي، إضافة إلى تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وباقي المهام المدرجة تحت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وأشار ابن عمر في بيان أصدره مكتبه في صنعاء، إلى أنه قدم إحاطة لمجلس الأمن خلال اجتماع طارئ بالتطورات الخطيرة التي يعيشها اليمن منذ الثماني والأربعين ساعة الأخيرة.