في إجراء يمهد لوضعه أمام عقوبة الإعدام، توصل البرلمان العراقي إلى تورط رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في قضية سقوط الموصل بيد تنظيم "داعش"، بعد أن أثبتت إحدى اللجان البرلمانية مسؤوليته ومجموعة من أركان جيشه عما حدث، إضافة إلى تواطئه مع قيادات عسكرية في تهريب عشرات الآلاف من براميل النفط الخام وبيعها في الخارج. وقال عضو المعارضة العراقية غانم العابد في تصريحات إلى "الوطن" إن المالكي سيواجه تهمة الخيانة العظمى، حسب المادة 29 من القانون العسكري، ما يعرضه لعقوبة الإعدام. وأضاف أن التحقيق مع القيادات العسكرية كشف مسؤولية المالكي بصورة رئيسة، إضافة إلى وزير الدفاع ونائب أركان الجيش وقائد القوات البرية، مشيراً إلى أن الإجراءات القضائية بحقهم ستبدأ فوراً. كشف عضو مؤتمر عمّان للمعارضة العراقية غانم العابد أنه تم تشكيل لجنة من البرلمان العراقي مكونة من 26 شخصا للتحقيق مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقيادات جيشه بسبب تورطهم في سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش متهمين بالخيانة العظمى للدولة، كذلك تورط قيادات الجيش بموافقة المالكي في تهريب آلاف البراميل من النفط العراقي الخام إلى خارج العراق وبيعه عن طريق الأراضي السورية لجهات مجهولة. وأكد العابد في حديث إلى "الوطن" أنه "تم التحقيق مع القيادات العسكرية عبر اللجنة البرلمانية، وتوصلت إلى إدانة مباشرة لنوري المالكي ووزير الدفاع ونائب أركان الجيش وقائد القوات البرية وعدد من كبار الضباط بتهمة الخيانة العظمى والتي عقوبتها، حسب المادة 29 من القانون العسكري العراقي، الإعدام للمالكي وقيادات جيشه. وأضاف أن وزارة الداخلية حظرت السفر على 60 شخصا، من ضمنهم قيادات عسكرية وستة أعضاء في البرلمان العراقي، وكذلك لوجود شبهات فساد في صفقة السلاح الروسية تأكد أن مسؤولين في حكومة المالكي حصلوا على عمولات كبيرة لإتمامها. وعلى الصعيد الميداني، تحركت أمس قوة من الجيش العراقي بمساندة مسلحي العشائر باتجاه مناطق تقع غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار لتحريرها من سيطرة التنظيم، وقال العقيد خالد المحمدي ل"الوطن": إن التحرك بدأ بثلاثة محاور باتجاه منطقة البساتين في ناحية البوحياة غرب الرمادي في إطار تنفيذ خطة لتحرير بقية المناطق الأخرى، مبينا أن "قوة من الجيش العراقي ومسلحي عشيرتي الجغايفة والعبيد حققت تقدما على الأرض وتمكنت من تحرير مناطق بالناحية كانت خاضعة لسيطرة داعش". وفي سياق متصل، قال بيان لقوة المهمات المشتركة للتحالف الدولي في واشنطن إنه تم تنفيذ عشر ضربات جوية في أنحاء مختلفة من العراق، منها ثلاث ضربات جوية بالقرب من تلعفر، فيما أكدت مصادر كردية أن عملية عسكرية واسعة لقوات البيشمركة انطلقت صباح أمس وبإسناد من طيران التحالف، استعادت من خلالها بعض بلدات الموصل من داعش. ومن جانبه، قال مسؤول محلي أول من أمس: إن فرق البحث اكتشفت جثث 15 مدنيا و11 من مقاتلي البيشمركة الأكراد في قبرين جماعيين شمال شرق في منطقة كان يسيطر عليها تنظيم داعش. وبينما غادر بغداد أمس متوجها إلى العاصمة البريطانية لندن، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لحضور اجتماع التحالف الدولي لمحاربة داعش، ثم إلى سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي، بحث وفد محافظة الأنبار الموجود حاليا في واشنطن، مع المبعوث الرئاسي الأميركي في التحالف الدولي لمحاربة داعش، الجنرال جون ألن، آليات محاربة تنظيم داعش والسبل الكفيلة بطرده من محافظة الأنبار. وفي شأن آخر، أعلنت محافظة البصرة أمس تقديمها طلباً إلى الحكومة المركزية لتشكيل إقليمها، ودعا المحافظ ماجد النصراوي في تصريح صحافي الجهات الرسمية إلى تحويل الطلب إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بهذا الأمر، عبر تنظيم استفتاء للسكان طبقا لما ورد في الدستور العراقي.