سيكون الموضوع اليمني البند الوحيد الذي سيجتمع من أجله وزراء الخارجية الخليجيون، في اجتماع سيعقدونه في مطار قاعدة الرياض الجوية ظهر اليوم. وقالت مصادر متطابقة ل"الوطن"، إن التطورات المتسارعة التي تشهدها صنعاء بسقوطها في يد الحوثيين كانت الدافع الرئيس لهذا الاجتماع الاستثنائي. وعلى صعيد التطورات الميدانية، سيطر الحوثيون على مجمع القصر الرئاسي، فيما دارت مواجهات عنيفة بالقرب من مقر سكن الرئيس عبدربه منصور هادي، ويأتي ذلك فيما طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من الأطراف اليمنية كافة وقف الاقتتال، واستعادة سلطة المؤسسات الحكومية الشرعية، بينما أبلغ مبعوث الأممالمتحدة لليمن مجلس الأمن أن الحوثيين أقنعوا الوحدات العسكرية بعدم قتالهم.
قال شهود عيان في اليمن إن مقاتلي جماعة أنصار الله الحوثية، طوقوا قصر الرئاسة اليمني، بعد اشتباكات وصفت ب"القصيرة" مع حراس القصر. ولم يؤكد الشهود أو ينفوا وجود الرئيس عبدربه منصور هادي في القصر، إلا أن حراساً قالوا إنهم سلموا المجمع للمقاتلين الحوثيين بعد اشتباك قصير. وفيما أعلن مسؤول عسكري يمني رفيع أن ميليشيات الحوثيين سيطرت أمس على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء، ذكرت وزيرة الإعلام ناديا السقاف على حسابها في تويتر، أن الرئيس أصبح هدفا لهجوم الميليشيات الحوثية التي "تريد قلب النظام". وفي اليوم الثاني من سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، في وضع أشبه بالانقلاب كامل الأركان، طالت نيران الحوثي سيارة تابعة للسفارة الأميركية في صنعاء، بحسب ما أكدت السفارة الأميركية في اليمن. وقالت في بيان "لم يتضح، حتى اللحظة، الجهة التي تقف وراء إطلاق النار على السيارة، ولم ترو مزيداً من التفاصيل". وبينما لم يعرف حتى الآن مصير الرئيس هادي، قالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، إن هادي اجتمع بعدد من الأطراف الفاعلة، وأعرب عن أمله في أن تعي كل القوى السياسية في اليمن حجم المشكلة وأثرها في مستقبل البلاد والعملية السياسية، وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية الوطنية. وقال هادي بحسب الوكالة خلال ترؤسه أمس اجتماعاً بصنعاء لهيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا "إننا اليوم في اليمن لا بد من أن نكون أمام العالم قادرين على تحسين الصورة وتخطي الخلاف والارتفاع فوق المكايدات والمماحكات والوصول إلى ما يغلب مصلحة الوطن العليا". ووجه بعقد اجتماع عاجل للموقعين على اتفاق السلم والشراكة الوطنية واللجان الأمنية والميدانية لحل مختلف الخلافات المطروحة وفقاً لما هو منصوص في الاتفاقات الموقعة. وقال الرئيس اليمني "نحن اليوم أمام مفترق طرق، إما أن نكون أو لا نكون وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم ربما لا يكون ممكنا يوم غد أو بعد غد". من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، إلى وقف فوري للمعارك في اليمن، حيث استولت ميليشيات الحوثي على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء، معربا عن "قلقه العميق" للأزمة في هذا البلد فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة حول اليمن للبحث في محاولة الانقلاب الرامية إلى الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي. إلى ذلك، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك خالد حسين اليماني أهمية التعاون بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب وعلاج أسبابه وتجفيف منابع تمويله والقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. وشدد اليماني في كلمة ألقاها باسم المجموعة العربية في الجلسة الأولى من المشاورات الحكومية الدولية لصياغة أجندة التنمية لما بعد 2015، على ضرورة تطبيق مبادئ حقوق الإنسان ومنها الحق في التنمية والتمتع بمستوى معيشي ملائم والحق في الغذاء والماء. .. ومركز دراسات ل الوطن : حسابات القوى السياسية خاضعة للتغيير الرياض: الوطن خلصت دراسة أجراها مركز التحليل والدراسات الاستراتيجية السعودي، إلى أن الأزمة اليمنية حافلة بكثير بالمفاجآت، يعزز ذلك الصعود المتسارع لجماعة الحوثيين وهيمنة المتمردين على مواقع حساسة في البلاد، ومن هذا المنطلق ترى الدراسة أن علاقة القوى السياسية التقليدية ربما تتغير تبعا لحسابات جديدة. وعدت الدراسة التي تنشرها "الوطن"، أنه من الراجح أن اختطاف مدير مكتب الرئيس اليمني، نوع من تصدير مشهد أزمة وصراع بين الحركة الحوثية، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وتمضي الدراسة للقول "ربما بدت الصورة أكثر وضوحا في التبرير الذي قدمته جماعة الحوثي المتمردة، لاختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إذ قالت إن تلك الخطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام أي محاولات انقلابية لتمرير خيار الستة الأقاليم". ويعزز هذا معلومات من مصادر أمنية رفيعة المستوى، تحدثت عن قيام جهازي المخابرات اليمنية "الأمن السياسي والقومي" بإبلاغ الرئيس عبد ربه منصور هادي عن احتجاز مدير مكتبه الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بعد تعرضه إلى الخطف صباح السبت من وسط العاصمة صنعاء، غير أن الرئيس لم يبد أي تفاعل إزاء معلومات الأجهزة الأمنية، عن مكان احتجاز مدير مكتبه، واكتفى بالقول "لا داعي لإحداث أي فوضى.. سنطلقه بالتفاوض"، فيما كانت وحدة خاصة من مكافحة الإرهاب، على أهبة الاستعداد لتنفيذ عملية خاطفة لإطلاق سراح بن مبارك خلال ساعات، إلا أن توجيهات صدرت عن رئاسة الجمهورية بعدم اتخاذ أي إجراء أمني أو تدخل للقوة الأمنية تحت أي ظرف. وربما كان ذلك من باب سعي الرئاسة إلى احتواء الأزمة، وعدم التصعيد الذي قد يقود إلى مزيد من إراقة الدماء. ولم تعلق الرئاسة على اختطاف ميليشيات الحوثي مدير مكتب الرئيس، كما لم تباشر أي تحرك جاد للإفراج عنه، إذ اكتفت بإرسال وساطة إلى المجلس السياسي للحركة، ضمت شخصيتين مقربتين من الحوثيين، وزير الدولة الأمين العام لحزب الحق حسن زيد، والمتحدث باسمهم في مؤتمر الحوار، علي البخيتي، في خطوة لاحتواء الجدل الذي أعقب عملية الخطف. وبدأ الرئيس هادي عمليا التمهيد لخطوة التراجع عن بعض القضايا محل الجدل، لا سيما ما يتعلق بالأقاليم، فعقب ساعات على اختطاف مدير مكتبه ظهر أمام هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار يعلن بأن "مخرجات الحوار ليست قرآناً". على أن التطورات الأخيرة ليست بمعزل عن اتفاق وقع بين هادي والحوثيين – أخيرا - في عمان، وضمن الإجراءات التي شرع فيها الجانبان لتحاشي تداعيات سلبية محتملة، على مستوى الداخل اليمني، خصوصا أن هادي اتفق مع الحوثيين في مسقط على عناوين رئيسة للمرحلة المقبلة.