وصل عدد قتلى حزب الله اللبناني الذين قضوا نتيجة الغارة التي شنتها إسرائيل أول من أمس، على بلدة مزرعة الأمل بريف القنيطرة إلى 11 قتيلا، بينهم خمسة من القادة العسكريين البارزين، إضافة إلى قائد إيراني بارز في الحرس الثوري، اعترفت طهران رسميا بمقتله، هو الجنرال محمد علي الله دادي. وأشار مراقبون إلى أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة ألقمت أمين عام الحزب المذهبي، حسن نصر الله، حجرا، إذ أتت بعد أيام قليلة من خطابه في قناة الميادين، الذي توعد فيه إسرائيل بالرد على قصفها للأراضي السورية، مشيرا إلى أن من حق ما يسمى محور الممانعة الرد على القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سورية، وأضاف أن الرد على التدخلات الإسرائيلية "من حق كل دول محور الممانعة، وليس سورية فقط". وأضاف "لم يقدم أحد التزاما بأن الاعتداءات على سورية ستبقى من دون رد، لكن متى يمارس هذا الحق؟ هذا خاضع لمعايير ستؤخذ في الاعتبار". إلا أن مصدرا لبنانيا طلب عدم الكشف عن اسمه قال إن الحزب لن يقدم على أي رد فعل مباشر، لقناعته بأنه لا يستطيع ذلك، لا سيما في ظل تشتت جهوده وقوته في الحرب السورية التي أضعفت كثيرا من مقدرات الحزب، على الرغم من تصريحاته الإعلامية التي زعم فيها امتلاكه لكل الأسلحة التي يمكن أن تخطر على بال الإسرائيليين. وفيما أعلن الحزب حالة الاستنفار وسط قواته، وقام بإرسال تعزيزات كبيرة ونشر الكثير من مقاتليه في منطقة الجنوب، على طول الحدود مع إسرائيل، توعدت قيادة الحزب في بيان ب"الرد الحاسم والسريع" على الحادثة. وبدورها أطلقت القوات الإسرائيلية عشرات القنابل المضيئة فوق مرتفعات كفر شوبا ومزارع شبعا جنوب شرق لبنان، كما حلقت طائرات استطلاع بلا طيار فوق مناطق مختلفة من القطاع الشرقي للجنوباللبناني. في غضون ذلك، استبعدت مصادر إعلامية لبنانية أن تؤثر الغارة الإسرائيلية على مسيرة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، مشيرة إلى أنه لا ارتباط بين الحوار وما تعرض له حزب الله، مؤكدة أن ما حدث يزيد من الحاجة إلى تسريع الحوار وزيادة التضامن والوحدة بين اللبنانيين. وكانت شخصيات سياسية قد حذرت حزب الله من مغبة الإقدام على أي رد فعل متهور، مشيرة إلى أن لبنان سيدفع ثمن ذلك غاليا، ودعت إلى التريث وإفساح المجال أمام الحكومة حتى تقوم بدورها، وقال عضو كتلة المستقبل النائب رياض رحال في تصريحات إعلامية، إن تدخل حزب الله في سورية هو الذي قاد لبنان إلى هذا المستوى من التوتر الأمني، إضافة إلى محاولاته التدخل في شؤون العراق، وتصريحاته السالبة ضد البحرين. وأضاف "إذا حشد الحزب لأي عملية في الجنوب فسيدفع لبنان الثمن"، داعيا الوزراء داخل الحكومة إلى تنبيه وزراء حزب الله من القيام بأي عملية من هذا النوع، لأن هذا الأمر منوط بالحكومة".