في إجراء جديد يؤكد ضيقهم بالديموقراطية وسعيهم إلى فرض آرائهم بالصوت والقوة؛ عمد مسلحون حوثيون في وقت مبكر أمس، وبعد ساعات من انسحابهم من اجتماع ضم الأحزاب السياسية كافة حول الدستور الجديد، إلى خطف مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك، لمنعه من تقديم مسودة الدستور التي كانت بحوزته إلى اجتماع رئاسي لمناقشتها. وتنذر التطورات الجديدة داخل الأراضي اليمنية بمواصلة الأزمة القائمة في البلاد، بعد أن رفض الحوثيون تطبيق ما ورد في مخرجات الحوار الوطني التي قضت بتقسيم البلاد وفق دولة موحدة إلى ستة أقاليم، بدلاً عن إقليمين كما يطالب الانفصاليون، وهو ما عده الحوثيون تهديداً لاستمرار سيطرتهم على الأوضاع بالبلاد. وأكدت مصادر متابعة أن خطوة الحوثيين وجدت تجاوباً من حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي رفض بدوره مسودة الدستور. وفي شان متصل، أعلن مصدر أمني رفيع عن اعتقال فرنسيين اثنين يتبعان تنظيم القاعدة داخل أراضي الجمهورية، مشيراً إلى بدء التحقيق معهما.
قالت مصادر يمنية إن الحوثيين انسحبوا من اجتماع مع الفصائل السياسية والإقليمية الرئيسة في اليمن، بشأن دستور جديد، وأن مقاتليهم خطفوا مسؤولاً حكومياً كبيراً. وذكرت مصادر في الشرطة أن مسلحين حوثيين خطفوا مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك في وقت باكر من صباح أمس، لمنعه من تقديم مسودة الدستور التي كانت بحوزته لاجتماع كان يهدف لمناقشة المسودة. وقال مشاركان في الاجتماع إن ممثلي الحوثيين انسحبوا فيما بعد، مما يشير إلى أن الخلاف بشأن الدستور ينذر بتفاقم الاضطرابات السياسية وانعدام الأمن. ورفض الحوثيون تفاصيل مسربة من المسودة التي يقول الرئيس عبد ربه منصور هادي إنها ستضمن عدم تقسيم اليمن إلى منطقتين، على غرار دولتي اليمن الشمالي واليمن الجنوبي السابقتين. والمسودة هي نتيجة لحوار وطني يهدف إلى تسهيل انتقال السلطة في البلاد. وتشير التفاصيل التي سربت إلى وسائل إعلام يمنية إلى أن الدستور الجديد يبقي على خطة لقيام دولة اتحادية مقسمة إلى ستة أقاليم، وهو ما يرى فيه الحوثيون والانفصاليون في الجنوب إضعافاً لسلطتهم. ورفضت مجموعة قبائل قوية يدعمها حزب صالح خطة الأقاليم الستة أيضا، ويقول محللون إنها دعت إلى تقسيم البلاد إلى محافظات أصغر بكثير. وقال المشاركون في اجتماع أمس بشأن الدستور إن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه صالح انسحب أيضاً.وزادت الفوضى في اليمن منذ أن سيطر الحوثيون الذين يطالبون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية على صنعاء في سبتمبر وتقدموا باتجاه الأجزاء الوسطى والغربية من البلاد. وقتل الكثيرون منذ بداية العام الحالي في هجمات شنها تنظيم القاعدة وفي اشتباكات بين الحوثيين ومسلحين سنة ورجال قبائل. وكان هادي دعا القوى السياسية في بلاده إلى التكاتف والتلاحم لإنجاح التحول السياسي في اليمن بصورة كاملة، مشيراً إلى أن العالم على المستوى الإقليمي والدولي يدعم اليمن من أجل هذه الغاية النبيلة. وأوضح في كلمة ألقاها أمس، خلال اجتماع الهيئة الوطنية العليا لمراقبة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل بصنعاء، أن الحوار الوطني الذي دشن في 18 مارس عام 2013 خرج بنتائج وطنية تمثل منظومة حكم جديدة مرتكزة على أساس التوسيع في الوظيفة العامة، والمشاركة في الثروة والسلطة بصورة تكرس العدالة والحرية والمساواة وتحت مظلة الديموقراطية والوحدة في دولة اتحادية تنتهي فيها المركزية وتمثل حكماً محلياً كامل الصلاحية. في سياق أمني، أعلن مسؤول أمني رفيع اعتقال فرنسيين اثنين مرتبطين بتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، مؤكداً أنهما يخضعان للاستجواب حالياً. وقال رئيس جهاز الأمن القومي اللواء محمد الأحمدي "تم خلال اليومين الماضيين القبض على فرنسيين اثنين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة".