انتقدت الشاعرة هندي المطيري ما أسمته إزاحة المسرح للشعر من خيمة عكاظ الرئيسة التي تتربع على صخرة السرايا التي وقفت عليها الخنساء والنابغة الذبياني وغيرهما ليلقوا قصائدهم إلى خيمة هامشية خارج إطار جادة عكاظ رغم أن الشعر هو بضاعة عكاظ منذ الأزل والمسرح هو الدخيل عليه. وفاضت قريحة المطيري شعرا لتعاتب مزاحمة المسرح للشعر لتكتب من أمام صخرة عكاظ":- أتيت عكاظ حالمة بأني أعتلي الصخرة وأنشد فوق منبرها كما حسان والخنساء، ولكني، ومثلي هؤلاء القوم، نرجع من عكاظ اليوم بالحسرة، لأن المسرح المحتل حاز غنائم الشعراء واستولى على الصخرة!!. وقالت المطيري في حديثها إلى "الوطن" إني لا زلت أتساءل ما السر في تغييب المرأة في سوق عكاظ فهي مغيبة وليست غائبة، فالمرأة عندما يطلب منها المشاركة لن ترفض، وعندما تشاهد جدول أمسيات السوق تجد أن هناك أربعة شعراء في مقابل شاعرة واحدة، تتساءل لماذا لم تضع اللجنة أربعة شاعرات مقابل شاعر واحد ؟ أو على الأفل تكون مناصفة، فهذا يعتبر إهانة للمرأة وكأنهم يقولون لها أنت جزء ضئيل جدا من هذه الأمر، وأعتقد أن اللجنة هي المسؤولة فقيمة السوق التاريخية ستعود إلى الوراء. وقالت بصراحة متناهية "ربما أن اللجنة المانحة لجائزة عكاظ تقوم بتوزيع الجائزة بحسب الطبيعة الجغرافية من مختلف الدول العربية كي تحقق الانتشار، فأنا كشاعرة سعودية حظوظي في الجائزة ضعيفة، وأتمنى ألا يكون هذا الكلام صحيحا لأن لدينا شعراء سعوديين يملكون نصوصا قوية وفي المقابل يفوز بالجائزة شاعر من دولة أخرى، هذا إجحاف، مشيرة إلى أن الجائزة لابد أن تكون للنص الجيد وليس للبلد فلابد أن يكون اختيار النص للجودة وليس للدولة. وقالت "مشكلتنا أيضا في البرنامج الثقافي، ففي ثاني الندوات قلت للجنة المنظمة هل هذا المكان للشاعر غازي القصيبي رحمة الله، أليس عنترة أولى بهذا المنبر أو الخنساء، فالقصيبي ينتمي للأدب السعودي، والأدب السعودي مدعوم من أكثر من جهة، ولكن الشعر القديم منبره الوحيد هو عكاظ فإذا الشعر السعودي زاحمه في منبره فأين نجد الشعر القديم؟ وأشارت إلى أن البرنامج الثقافي لابد أن يكون الشعر فيه قبل النقد من حيث الأمسيات الشعرية فهناك ثلاث جلسات في مقابل أمسيتين، فما شاهدناه في البرنامج هو أن جولة الشاعر خمس دقائق لكل شاعر عند الإلقاء بخلاف المتحدثين في الجلسات الذين يعطون 15 دقيقة ومجمل كلامهم أن القصيبي أحب المرأة، فهل هذا الكلام جديد!!. وقالت المطيري "عند قدومي إلى سوق عكاظ دخلتها بأمنيات كبيرة ولكن جميع ما شاهدته هي جنادرية ثانية، وكنت أتوقع أن أجد العصر الأموي والعصر العباسي والأندلسي بشعراء ذلك العصر، ولكن لم أجد إلا لهجات من مختلف الدول العربية، متسائلة لماذا لا يكون هناك تقمص للأدوار وأنت تسير في القافلة ونحوه. وأضافت "أكثر ما آلمني في حفل الافتتاح هو تدشين خيمة بمسمى خيمة التعليم العالي وكان الأولى أن يتم تدشين خيمة للنابغة الذبياني أو أحد رموز السوق، فهذا ليس مكانا لوزارة التعليم العالي، فنحن في سوق عكاظ نستنسخ تجربة الجنادرية.وقالت السوق مضى على انطلاقتها 8 سنوات بميزانيات ضخمة كفيلة ببناء مدينة تاريخية كبيرة يتغير معها جميع معالم سوق عكاظ. وذكرت أنه كان لها قصيدة أعدتها في حب سوق عكاظ كانت تريد إلقاءها في أمسيتها وذلك لما شاهدت أن المسرحية قامت بطرد الشعر خارج منصة سوق عكاظ ولن يلقى على صخرة عكاظ ووضع في خيمة هامشية.