ضمن النشاط المنبري لفعاليات مهرجان سوق عكاظ الثقافي في نسخته الثانية أقيمت مساء الاثنين الماضي في خيمة النابغة الذبياني بالاشتراك مع خيمة الخنساء أمسية شعرية ضمت أسماء عربية متفاوتة التجارب والمشارب حيث شارك كل من الشعراء عبدالله الصيخان من السعودية والمنصف المزغني من تونس وكريم معتوق من الإمارات وفاطمة ناعوت من مصر وقد أدار الأمسية الدكتور عبدالمحسن القحطاني والدكتورة اقبال العرفج. بدأت الأمسية بعد صلاة العشاء بتقديم من عضو اللجنة الثقافية الشاعر ماجد الثبيتي ثم افتتح مدير الأمسية هذه الفعالية بكلمة تمنى فيها ألا يكون مكان في هذه الليلة للنثر بل للشعر والشعر فقط. افتتح مساء الأمسية الشاعر كريم معتوق بقصيدة (عود على بدء) أردفها برثائية عنونها ب(موت مؤكد)، ثم انتقل المايكرفون لخيمة الخنساء، إذ بدأت مديرة الأمسية الدكتورة اقبال العرفج بحديث مقتضب عن ظهور الصوت النسائي شعراً منذ القدم اتبعتها بنبذة ذاتية عن الشاعرة فاطمة ناعوت، ثم عبرت الشاعرة ناعوت بفخرها بوجودها كمشاركة في سوق عكاظ، هذا المكان الضارب في عمق التاريخ وتلت بعدها أربعة نصوص: (اسمي ليس صعباً)، و(الكيمياء) الذي أثبتت فيه أن الموت كان رحيماً بالأطفال! ثم نص (مثل فرعون ينقصه صولجان) ثم أسدلت جولتها الأولى على نص (أسدل الشرفة كي تأتي). الشاعر/ المنصف المزغني بدأ جولته الشعرية الأولى بشكر القائمين عن سوق عكاظ وقصيدة (أغنية لإخفاء الحبيب) ثم نص (كلام البطة). اتجهت أنظار الحضور إلى الشاعر عبدالله الصيخان. اعترف الصيخان بأنه لم يحمل أوراقه الشعرية معه وقال: "حضرت بذاكرتي وروحي ليس تشبهاً بالأعشى، بل لأكون معكم بروحي وكل مشاعري البيضاء" وألقى قصيدة أعادتنا للثمانينات ووهجها الشعري المتمثل في (هواجس في طقس الوطن)، وأعاد الدفء إلى عروقنا بعد أن رتل على مسامعنا قصاصات من (فاطمة). الشاعر/ كريم معتوق حين جاء دوره قال: إن الصيخان أعادني للذاكرة وألقى ثلاثة نصوص: (مجنونة)، (أعصاب السكر)، (المشهور). في الجهة الأخرى وفي خيمة الخنساء تحديداً، جاء صوت الشاعرة فاطمة ناعوت محملاً بحنين الأمومة وحنانها عندما ألقت نصاً خاصاً لوالدتها المعنونة ب(أخاف اللون الأبيض) اتبعتها بنص (الرعوي) وختمت مشاركتها بنص: (عبيطة القرية). وفي الجولة الأخيرة للشعراء بخيمة الذبياني ألقى المنصف (أغنية امرأة عائدة من الحرب)، فأعاد الصيخان صوت الأرض إلى جوانحنا أنشودة لا تموت عندما أنشد نصاً شجياً في رحيل الفنان الكبير طلال مداح بعنوان (زمان الصمت) وختمها بقصيدة (نجمة).