شارك الرئيس الألماني يواخيم جاوك والمستشارة أنجيلا ميركل أمس في تظاهرة أمام بوابة براندبورج في برلين، وهي التظاهرة التي دعت إليها هيئات إسلامية، للإعلان عن رفض تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في ألمانيا. وذلك غداة تظاهرة جديدة شارك فيها عدد من المتظاهرين المعارضين للوجود الإسلامي في دريسدن. وكان عدد كبير من الصحف الألمانية أعادت أمس على صفحاتها الأولى نشر العبارة التي أطلقتها ميركل أول من أمس، حينما قالت "الإسلام جزء من ألمانيا". وقالت ميركل خلال المظاهرة "أرسلنا إشارة قوية جدا، لأجل التعايش السلمي لمختلف الأديان في ألمانيا". وتأتي تصريحات المستشارة التي لا تتسم بالقوة غالبا، كإعلان واضح للتنديد بالخلط الذي يستهدف المسلمين. وبعد دقيقة صمت، توالى على الحديث في المنصة عدد من الشخصيات مساء الثلاثاء، بينهم رئيس المجلس المركزي للمسلمين، أيمن مزايك، ومندوبون عن المجموعات اليهودية والكاثوليكية والبروتستانتية والرئيس الألماني. وقال مزايك إن المظاهرة تهدف للتأكيد على قيم التسامح والتعايش والانفتاح على العالم وحرية الدين والرأي الموجودة في المجتمع الألماني. إضافة إلى تأكيد مسلمي ألمانيا على رفض استغلال الدين في أعمال العنف، وإدانتهم الجريمة الإرهابية التي جرت في فرنسا. وكانت حركة بيغيدا المتطرفة نظمت مظاهرة أول من أمس ضد الوجود الإسلامي في ألمانيا، وذلك في سلسلة لمظاهراتها المتواصلة منذ أكتوبر من العام الماضي. إلى ذلك، تظاهر أكثر من 100 ألف مسلم في كبرى مدن البلاد، ولاسيما ميونيخ، وهانوفر، وساريبروك، ورفعوا في وجه بيجيدا صورة ألمانيا متضامنة مع ضحايا الإرهاب، ومتسامحة ومنفتحة على العالم. وقالت الهيئات المسلمة في بيان "لن تقبل بأن يمزق مجتمعنا متطرفون لا هدف لهم سوى زرع الكراهية والشقاق بين أبنائه. وسواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، يتعين علينا خصوصا في هذه الفترة أن ننهض معا لأجل الديموقراطية". وكانت "بيغيدا" أعلنت أن مظاهرتها ستكون للتضامن مع ضحايا حادث الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، وأوضحت عبر موقعها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن المشاركين في مظاهرتها سيرتدون شارة سوداء للتعبير عن حزنهم على الضحايا الفرنسيين. ولقي هذا الإعلان ردا عنيفا من وزير العدل الألماني هايكو ماس الذي وصف مسؤولي الحركة بالمنافقين، وقال في تصريحات صحفية "ضحايا الهجوم بفرنسا لا يستحقون أن يستغل مأساتهم محرضون على العنف". كما سخر رئيس حزب الخضر المعارض جيم أوزدمير من تضامن الحركة مع حرية الصحافة، وهي التي وصفت وسائل الإعلام التي سعت إلى تغطية مظاهراتها بصحافة الأكاذيب.