تصف الفنانة التشكيلية فاطمة النمر تجربتها الفنية ب"رسالة حب" تتناول خلالها الجوانب الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالمرأة وطموحها وتطلعاتها، وترى أنه لا ينبغي تصنيف الفن بين "الذكورة" و"الأنوثة"، فيقال: "فن ذكوري" أو "فن أنثوي" وأن هذا قوي بينما ذاك ضعيف، وإنما علينا أن ننظر إلى الفن على أنه إنتاج إنساني، وهذا الإنتاج هو نفسه الذي يحدد إن كان فناً أم لا، كما يحدد الجودة من عدمها. وتسعى النمر في أعمالها الفنية لتأكيد الجانب الروحي من خلال لغة الحب والسلام، وإبراز اللمسة الأنثوية داخل العمل، لا لتصبح أداة بصرية تشكيلية بحتة، وإنما لترسم طموح وتطلعات وأحلام هذه الأنثى. الفنانة التي تحمل عضوية الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وجمعية الفن التشكيلي بالبحرين، والعضو الفعال في اتحاد جمعيات الفنون التشكيلة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، والعضو في مؤتمرات الذهب داخل المملكة (كونها مصممة للذهب والمجوهرات أيضاً)، تحدثت إلى "الوطن" عن تجربتها الفنية مشيرة إلى أن أعمالها تسعى لتجسيد الواقع بشكل عام، وواقع المرأة ورؤيتها للحياة التي تعيشها بشكل خاص، وقالت: إنه لا يمكن إلغاء الإنسان من أعمالها مهما وصلت تجليات التجريد فيها، مؤكدة أنها لا تلغي الرجل أيضاً من أعمالها التي تتناول المرأة، بل يحضر الرجل بشكل كبير داخل تجربتها الفنية على أنه مكمل مهم حتى لو اختلفت مع فكره. وترى النمر أن الفن لغة سامية تتمثل في الجانب الإنساني البحت بصفة عامة، وأن هذه اللغة لا يمكن أن تصل للآخرين إذا لم تكن صادقة ونابعة من وعي الفنان نفسه، بالإضافة للجانب المهم وهو كيفية إيصال هذه الرسالة من خلال زيادة المعرفة والاطلاع والممارسة لكي لا تكون التجربة محصورة في جانب ضيق أو محلي، فنحن – كما تقول النمر - نعيش حالة من التواصل في عالم أصبح قرية صغيرة، مما يستدعي البحث في جوانب كثيرة نستطيع من خلالها مشاركة الآخرين على اختلاف لغاتهم وأعراقهم. وعن مقولة إن فن الرجل أقوى من فن المرأة، تقول النمر: قد يكون هذا الكلام على أرض الواقع صحيحاً، ولكن لا بد من البحث في الأسباب والمسببات، فالرجل حظي بأهمية كبرى وفرص أكبر على مستوى الأدب والثقافة بشكل عام، ولعل الفرص التي أتيحت له في المملكة من حيث الدراسة والابتعاث وحرية السفر والحركة يؤكد ذلك، أما المرأة فعلى العكس تماماً من ذلك، مما خلق مسافة حقيقية بين الرجل والمرأة تجاوز الفنان التشكيلي خلالها الفنانة التشكيلية، لكن في الواقع الحالي بدأت المرأة تحظى ببعض الفرص وليس كلها، وأتوقع خلال السنوات القليلة المقبلة أن يتحقق توازن كبير، وربما يحدث تفوق من الجانب الأنثوي وهذه ليست أمينة بقدر ما هي واقع سيفرض نفسه بالنظر إلى التحرك الأنثوي القوي في هذا المجال. وتصف النمر تجربتها في معرضها الشخصي الوحيد "الحب الأزلي" في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2009م بأنها تجربة مهمة، وأن المجتمع الأردني متذوق وواعٍ بالفن، وقالت: المطلع على التجربة الأردنية الثقافية بشكل عام يلاحظ الاهتمام المتزايد بجميع الأنشطة والمجالات المتعلقة بالفن سواء البصرية أو الأدبية أو المسرح، وغيرها من جوانب الثقافة الإنسانية، وترى أن هذا الاهتمام أعطى أبعاداً مهمة لتجربتها خاصة أنها فنانة سعودية تجربتها "رسالة حب" تتناول فيها الجوانب الإنسانية، خاصة ما يتعلق بالمرأة وطموحها وتطلعاتها. وعن جيل الشباب من الفنانين التشكيليين تقول النمر: إن جيل الشباب في حيرة من أمره خاصة فيما يتعلق بأماكن العرض القليلة جداً في المنطقة الشرقية, حيث لا يوجد قاعات كافية ترعى هذا الفن وتهتم به، لأن المؤسسات المعنية لا تقدم الكثير وتكتفي فقط بتشجيع المواهب ودعمهم، ولا تقدم ما يعمل على تسويق الأعمال الفنية مثل بعض القاعات الخاصة التي تمتلك القدرة على التسويق، وهذا ما يعانيه فنانون كثر في المنطقة، من ناحية محدودية فرص اقتناء أعمالهم، مشيدة في هذا السياق بالفرصة التي قدمتها شركة أرامكو للفنانين الشباب للاطلاع والالتقاء والمعرفة, في ظل وجود العديد من الفنانين العالميين في معارضها ومهرجاناتها الفنية، مما أعطى المكان حيوية ونشاطاً، واصفة مشاركتها التي حققت من خلالها الفوز في مسابقة نظمتها الشركة للفنانين الشباب بأنها "حققت الأهداف من حيث الإعداد والتنظيم وصولاً إلى توفير المستلزمات والأدوات الخاصة بالورشة وتفعيل الأجواء الفنية وخلق روح التعاون وإعطاء الفرص لنا لنكون جزءاً من هذا الحدث المهم".