واصلت مدفعية الجيش اللبناني أمس قصف مواقع تابعة للمجموعات السورية المسلحة في المرتفعات المحيط ببلدة عرسال الحدودية. وأشارت مصادر أمنية إلى أن القصف تزامن مع اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام السوري في منطقة القلمون الغربي المحاذية لسلسلة جبال لبنانالشرقية. وكانت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري قد شنت عدة غارات استهدفت مناطق الاشتباكات، كما قصفت مواقع مختلفة في محيط جبال القلمون الشرقية. وكانت مصادر إعلامية قد أكدت أن الجيش قتل 5 قياديين وأصاب 9 آخرين من جبهة النصرة خلال اجتماع لهم لمبايعة داعش في جرود عرسال. ودفعت معلومات مؤكدة حصلت عليها قيادة الجيش بوجود تحركات في المنطقة لقيادات في التنظيمات المسلحة إلى منع التنقل بين بلدة عرسال وجرودها الحدودية مع سوريا إلا بإذن مسبق. وذلك بهدف قطع الطريق على مسلحي فصائل المعارضة السورية والناشطين المعارضين المتنقلين بين منطقة القلمون السورية الملاصقة لعرسال والأراضي اللبنانية. ويعتبر هذا الطريق أبرز معبر لهؤلاء للحصول على التموين وبعض السلاح. في غضون ذلك، كشف مصدر لبناني مطلع أن نحو 1500 مسلح من أعضاء جبهة النصرة والجبهة الإسلامية دخلوا قلب بلدة عرسال اللبنانية مؤخراً، هرباً من تنظيم الدولة "داعش" الذي بات يسيطر تدريجياً على منطقة جبال القلمون السورية المحاذية للبنان. ولفت إلى أن المسلحين الموجودين في جرود عرسال المرتفعة نزلوا إلى الجرود الأقل ارتفاعاً وباتوا أقرب لبلدة عرسال ولمواقع الجيش اللبناني حولها. وأضاف المصدر أن التنظيم بدأ يحاول تجنيد لاجئين سوريين في المنطقة، وذلك عن طريق إغرائهم بالمال، واستغلال تراجع المساعدات الدولية للنازحين السوريين. وتوقع المصدر نشوب معركة قريباً بين الجيش اللبناني والمسلحين، خاصةً في ظل تزايد قوة داعش، وأضاف أنه في حدوث معركة مع الجيش اللبناني فإن كل المجموعات المسلحة ستتوحد ضد الجيش بصرف النظر عن خلافاتهم. من جهة أخرى، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، أن الهدف الأساسي للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل هو تخفيف حالة الاحتقان السائدة في البلاد، خصوصا على المستوى السني - الشيعي، في ظل تطورات وأحداث المنطقة، آملا حصول خرق في موضوع رئاسة الجمهورية، لافتا إلى أن التوقعات في موضوع الرئاسة متشائمة". بدوره، أعرب عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، عن أمله أن يتمكن اللبنانيون من انتخاب رئيس في العام الجديد، وأن يصير إلى إيجاد مساحة تفاهم لتحقيق هذا الانجاز بما يساعد على تسيير عمل المؤسسات وتفعيل الحياة السياسية. وأضاف في تصريحات صحفية: "نعلق أهمية كبرى على لقاءات الحوارات التي تحصل في إنتاج واقعية سياسية وإحساساً بالمسؤولية في ضرورة ملء الفراغ الرئاسي". وأشار إلى أن هناك جهوداً تبذل في موضوع الإفراج عن العسكريين المختطفين، وأضاف: "دخلنا مرحلة العمل الجدي في هذه المسألة، وإذا ما استمرت التطورات بنفس الجدية فإننا سنصل إلى نتيجة لإغلاق هذا الملف الإنساني والوطني".