في أول ردة فعل رسمية حول شكوى والد الطفلة ميار آل عبية، من تعرضها لإهمال وخطأ طبي بمستشفى الملك خالد في منطقة نجران أدى لفقدها البصر موقتا، طلب أمير المنطقة جلوي بن عبدالعزيز إفادة عاجلة من مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة صالح المؤنس. وبينما ما زالت قضيتها إلى جانب الطفلة سولاف التي توفيت نتيجة لخطأ طبي عقب خضوعها إلى عملية جراحية في المستشفى نفسه تحظى باهتمام من المتابعين داخل المنطقة وخارجها، ألمح والد ميار إلى مقاضاة طبيب بالمستشفى نشر صورة ابنته على مواقع التواصل الاجتماعي دون علمه بحجة تحقيقه إنجازا في علاجها. ودافع مدير المستشفى الدكتور عبده الزبيدي عن ما وصفه بالاتهامات التي طالت المستشفى، مؤكدا في تصريح إلى "الوطن" أن قضية الطفلة سولاف تم التحقيق فيها من قبل لجنة وزارية عليا، وسيتم تحويل كل من تعامل معها إلى الهيئة الشرعية الصحية للبت فيها، موضحا أن حالة الطفلة ميار التي خضعت إلى جراحة لم يحدث بها أي خطأ، وأن أهل الطفلة تأخروا في المراجعة بها، ولم يحددوا التاريخ المرضي لها. وأضاف الزبيدي "المستشفى والأطباء يعملون بجدارة وكفاءة ومهنية، ويجب التفرقة بين المضاعفات والأخطاء الطبية، والبعض ينجرف وراء أهداف أخرى، ويشوه إنجازات ضخمة"، لافتا إلى أن ما يقدم في المستشفى هو نفس ما يقدم في أرقى مستشفيات أوروبا وأميركا - على حد وصفه -. فيما تتفاعل قضيتا الطفلة سولاف التي توفيت نتيجة لخطأ طبي عقب خضوعها لعملية جراحية في مستشفى الملك خالد بنجران، والطفلة ميار التي فقدت البصر مؤقتا بعد خضوعها لعملية أخرى في ذات المستشفى، قال مدير المستشفى الملك خالد بنجران الدكتور عبده الزبيدي: "إن قضية الطفلة سولاف تم التحقيق فيها من قبل لجنة وزارية عليا، وإن حالة الطفلة ميار التي خضعت لجراحة لم يحدث بها أي خطأ، متهما أهل الطفلة بالتأخر في المراجعة، وعدم ذكر التاريخ المرضي لها". جاء ذلك بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت له، نتيجة الخطأين الطبيين اللذين شهدتهما أروقة المستشفى، وهما الواقعتان اللتان انفردت "الوطن" بنشر تفاصيلهما ومتابعتهما أولا بأول طوال الأسبوع الماضي. وقال الزبيدي ل"الوطن" أمس: إن "قضية الطفلة سولاف تم التحقيق فيها من قبل لجنة وزارية عليا واتخذت فيها كل الإجراءات، وسيتم تحويل كل من تعامل معها للهيئة الشرعية الصحية للبت فيها". وبخصوص الطفلة ميار، أضاف أن "ميار قد راجع بها ذووها المستشفى منذ فترة تشتكي من حول بالعين، وتأخر أهلها في ذلك حتى فقدت جزءا من النظر، وكذلك لم ينتظموا في مراجعة العيادات، إلى أن وافق والدها على إجراء جراحة من أجل تصحيح الحول، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الرؤيا ثلاثية الأبعاد التي فقدتها، وتم إجراء كافة التحاليل المعتادة لمثل هذه الحالات قبل العملية، ومن ضمنها تحاليل السيولة، والقابلية للنزيف، وكانت جميعها سليمة، ولم يقدم أهل الطفلة أي تاريخ مرضي للنزف أو أي تاريخ عائلي مشابه، وفحصها طبيب التخدير، وأكد جاهزيتها للجراحة". وأشار الدكتور الزبيدي إلى أن "الطفلة دخلت العمليات في 24 / 1 / 1435، وتمت الجراحة بنجاح دون مضاعفات، وخرجت من المستشفى الساعه 6 مساءً في نفس اليوم، وفي اليوم التالي حصل لها تجمع دموي، فتم استدعاء استشاري أمراض الدم للأطفال، وقرر أنها تعاني من استعداد للنزف لا يظهر في التحاليل الروتينية، وأن توقع هذه الأمراض النادرة قبل العملية لا يتم إلا إذا كان هناك تاريخ مرضي أو عائلي، وهو ما لم يذكره أهل المريضة، وفي نفس اليوم تم إجراء شق جراحي بسيط لتخفيف الضغط على العين، وبفضل الله ثم بكفاءة الأطباء لدينا، تم التعامل مع الحالة بكل مهنية، وخرجت المريضة من المستشفى وهي بصحة وعافية، وتم أخذ رأي آخر من مستشفى التخصصي للعيون، فأشاد الأطباء هناك بما تم عمله لدينا". ونفى الدكتور الزبيدي حدوث أي خطأ طبي في حالة الطفلة ميار، وقال إن "المستشفى والأطباء عملوا بجدارة وكفاءة ومهنية، ويجب التفرقة بين المضاعفات والأخطاء الطبية"، مشيرا إلى أن البعض ينجرف وراء أهداف أخرى، ويشوه إنجازات ضخمة تقوم بها الدولة ممثلة في وزارة الصحة، حسب قوله. وأكد أن "مستشفى الملك خالد بنجران مفخرة ليس فقط لنجران، بل مرجعاً للمنطقة الجنوبية في كافة التخصصات المختلفة، وحاصلة على شهادة الجودة المحلية والعالمية في تطبيق معايير الجودة وسلامة المرضى، وقد عالجنا أكثر من 550 ألف مريض العام الماضي، وتميزنا في تخصصات وجراحات نادرة، وتم تدشين مراكز متخصصة"، مشيرا إلى أن ما يقدم في المستشفى مثل ما يعمل في أرقى مستشفيات أوروبا وأميركا. من جهته، ألمح محمد آل عبية والد الطفلة ميار، إلى مقاضاة أحد أطباء مركز طب العيون بمستشفى الملك خالد بعد أن نشر صورتها عقب العملية الجراحية الثانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتباهي بأنه نجح في علاج الخطأ الذي أقدم عليه زميله السابق الذي ترتب على العملية الأولى. أمير نجران يطلب إفادة عن قضية ميار وجه أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة صالح المؤنس بالإفادة عن حالة الطفلة ميار محمد آل عبية، وذلك تجاوبا مع ما نشرته "الوطن" عن حالة الطفلة التي خضعت لعمليتين جراحيتين بمركز العيون بمستشفى الملك خالد. وقال المتحدث الرسمي لإمارة المنطقة محمد غشام في تصريح إلى "الوطن" مساء أمس إنه وعلى ضوء ما نشرته الصحيفة فقد وجه أمير المنطقة إدارة الشؤون الصحية برفع إفادة تفصيلية وعاجلة عن حالة الطفلة ميار جراء ما عانته في إحدى عينيها بعد العمليتين، كما وجه الأمير جلوي وكيل إمارة المنطقة عبدالله دليم بمتابعة القضية.