تعهدت وزارة الصحة أمس بإنصاف المتضررين من الأخطاء الطبية ومعاقبة كل متورط فيها، مؤكدة على لسان متحدثها الرسمي الدكتور خالد مرغلاني، أنها لن تضيع حقوق أي من المشتكين في قضايا أخطاء طبية، وأن الوزارة على علم بكل التفاصيل حيال القضايا، ومن ضمنها ما شهدته مستشفيات منطقة نجران في الفترة الأخيرة. وفيما تذمر والدا سولاف وسعيد وهما طفلان توفيا بعد خضوعهما إلى عمليتين في مستشفيي الملك خالد وشرورة العام، إلى جانب والد الطفلة ميار التي كادت تفقد بصرها نتيجة تأخر ظهور نتائج التحقيق، أكد مرغلاني ل"الوطن" أنه في حال التأكد من وجود خطأ طبي فإن الوزارة حريصة على تصحيحه، وستتخذ القرار المنصف على الفور بما فيه متابعة تنفيذ الأحكام الشرعية والقانونية. وأضاف "هناك فريق يعمل على مدار الساعة في رصد الأخطاء وتحليلها ووضع الحلول لتصحيحها وعدم تكرارها، خاصة أن هناك برنامجا يدعى "برنامج رصد وتصحيح الأخطاء الجسيمة ومتابعتها" مرتبطا مباشرة بنائب الوزير، وكل خطأ يحدث يتم إبلاغ قيادات الوزارة به في حينه". أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني في تصريح إلى "الوطن" أن وزارته تعلم بكل الأخطاء الطبية سواء في المنشآت الحكومية أو الخاصة، موضحا أن من له حق فلن يضيع. يأتي ذلك على خلفية عدد من الشكاوى من أخطاء طبية محتملة وقعت في بعض مستشفيات منطقة نجران. وقال مرغلاني إنه بالنسبة لقضية سولاف فقد شكلت الوزارة لجنة تضم عددًا من الاستشاريين والمختصين للتحقيق في قضيتها، كما أن الحالة ستحال - حسب المتبع نظامًا - إلى الهيئة الصحية الشرعية لدراستها، وإصدار الأحكام بحق من تثبت إدانته أو تقصيره. وأكد مرغلاني أن الوزارة حريصة على تجويد خدماتها ومتابعة سير العمل في مرافقها، لتلافي أوجه القصور، ومحاسبة المقصرين في خدمة المرضى. وعن تأخر البت في إظهار نتائج التحقيقات، قال مرغلاني إنه في حال الأخطاء الطبية لا بد أن يعلم الجميع أن الوزارة حريصة على تصحيح أي خطأ وتتخذ القرار فيه على الفور ويتم تنفيذ الأحكام الشرعية والقانونية المتعارف عليها. وأضاف أن هناك فريقا يعمل على مدار الساعة في رصد الأخطاء وتحليلها ووضع الحلول لتصحيحها وعدم تكرارها، حيث إن هناك برنامجا يدعى "برنامج رصد وتصحيح الأخطاء الجسيمة ومتابعتها" مرتبط مباشرة بنائب الوزير وكل خطأ يحدث يتم إبلاغ قيادات الوزارة به في حينه. في غضون ذلك، تمر الأيام على عائلتي الطفلتين سولاف وميار في نجران ثقيلة وهم ينتظرون معرفة حقيقة ما حدث لابنتيهما في مستشفى الملك خالد بنجران، بينما تلتزم الشؤون الصحية في المنطقة الصمت، مرددة العبارة نفسها التي يسمعها ذوو الطفلتين مرارا: "ما زلنا نحقق". سولاف التي فقدت حياتها أثناء عملية منظار لاستخراج خاتم معدني من المريء، وميار التي كادت أن تفقد بصرها بسبب عملية في العينين، باتتا الحديث الشاغل لأهالي نجران الذين لمست "الوطن" تخوفا بينهم من الخدمات الصحية التي تقدم في المنطقة، دون أن ينسوا ذلك الطفل الذي فقد حياته في مستشفى شرورة العام قبل فترة بسبب عملية لاستئصال الزائدة. شكوى جديدة وبينما اشترط والد سولاف صدور نتائج التحقيق في وفاة ابنته لاستلام جثمان ابنته من ثلاجة الموتى، محذرا من إخفاء الحقيقة ومطالبا بسرعة إصدار نتيجة التحقيق، تقدم والد ميار ضحية قسم العيون بمستشفى الملك خالد بنجران محمد آل عبية أمس بشكوى رسمية إلى مدير عام صحة المنطقة الصيدلي صالح المؤنس ضد طبيب عربي - تحتفظ الصحيفة باسمه - متهما إياه بإجراء عملية خاطئة لابنته ثم تلافيها بعملية ثانية استردت من خلالها ابنته بصرها، لكنه أصابها الحول من تبعات العملية الثانية وطالب بالتحقيق معه وإطلاعه على الحقيقة. وجاء في مضمون الشكوى التي حصلت "الوطن" على نسخة منها مطالبة آل عبية بفتح ملف للتحقيق ومحاسبة المتسبب الذي قرر العملية قبيل اكتشاف مرض سيولة الدم. وقال: "أنا وأسرتي عشنا أشد مراحل حياتنا بعد عملية ابنتي"، مشيدا بدور الدكتور عبدالله أبو بكر في تشخيص الحالة والتجاوب مع وضع الطفلة بإجراء عملية ثانية بجفن العين يتم من خلالها شفط تجمع الدم حول محجر العين، إلا أن فقدان البصر استمر لفترة ما يقارب عشرة أيام وعاد تدريجيا بعد مراجعة مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض. وأوضح والد ميار أيضا أن ابنته لا تزال تعاني من الحول في عينيها رغم إجراء العملية. من جهته، وجه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران الصيدلي صالح بن سعد المؤنس بتكوين لجنة لبحث الشكوى المقدمة من والد الطفلة ميار. إلى ذلك، زارت "الوطن" أسرة الطفلة ميار في منزلها وأبدت والدتها حزنها الشديد بما حل بابنتها ذات الأعوام الأربعة بعد عمليتها الأولى لإزالة الحول. وقالت "فوجئنا مساء ببكاء الطفلة ونزول الدم من عينيها على شكل قطع متخثرة، وفي صباح اليوم التالي صعقنا بما ذكره لنا الطبيب المعالج عندما قال لنا إنها فقدت بصرها. لم نقف عند هذه النقطة وعرضنا حالتها على طبيب آخر أكد لنا أن هناك خطأ في العملية الأولى لتجرى لها عملية تصحيحية وقد تم تحويلنا لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ولدينا مواعيد لطفلتنا كان آخرها الاثنين الماضي". "سعيد".. قضية ثالثة عائلتا سولاف وميار ليستا الوحيدتين اللتين تنتظران نتائج التحقيقات في قضيتي ابنتيهما، بل ما يزال والد الطفل سعيد المهري الذي توفي في تاريخ 28 نوفمبر الماضي ينتظر هو الآخر، بعد أن توفي ابنه نتيجة خطأ طبي لعملية استئصال الزائدة بمستشفى شرورة العام. وكان سعيد قد دخل إلى المستشفى وهو يمشي على قدميه لتجرى له عملية لاستئصال الزائدة ثم حدثت له مضاعفات أدت إلى وفاته دماغيا لمدة شهر تقريبا، وظل في العناية المركزة وبعدها فارق الحياة. الشؤون الصحية في المنطقة أكدت ل"الوطن" أنها فتحت تحقيقا في القضية وثبت بعد ذلك وجود خطأ طبي، إلا أن الأب أكد ل"الوطن" أنه حتى اليوم لم يتم الإفصاح له عن سبب الخطأ الذي أدى إلى وفاة سعيد، مستغربا من تجاهل الشؤون الصحية بالمنطقة له وعدم الاتصال به وإخباره بذلك بالرغم من أنه تلقى من اللجنة التي شكلت من صحة المنطقة وعداً بإيضاح كامل الحقيقة وإلى هذه اللحظة لم يتلق ذلك، على الرغم من انقضاء ما يقرب من شهرين من حدوث الخطأ الطبي ومن إطلاع اللجنة على كامل ملف القضية للطفل سعيد. وأضاف "قالوا لي إنهم سيرفعون ملف القضية بالكامل إلى الهيئة الصحية الشرعية للنظر فيها، ولم يصلني حتى الآن أي رد أو خبر، كما أنني لست قادرا على تحمل مشقات السفر لمعرفة ما حديث لابني ولست مهيئا نفسياً لمتابعة أطراف القضية في الهيئة الطبية الشرعية فما زلت أمرّ بمعاناة كبيرة من هول الصدمة التي صدمت بها بفقدان أعز أبنائي، ناهيك عن أنني أعول أسرة كاملة ولست مستعدا لأدعها وحدها خاصة زوجتي التي تمر بظروف نفسية قاهرة". "الوطن" بدورها تواصلت مع المتحدث الإعلامي لصحة المنطقة محسن الربيعان الذي أكد استمرار لجنة التحقيق في قضية الطفلة المتوفاة سولاف، واعتزامه إصدار بيان مفصل عن قضية الطفلة ميار خاصة أن أطباء المستشفى بذلوا جهودا مضنية في إعادة البصر لها وقد شكرهم والدها في حينها، أما ما يخص قضية الطفل سعيد - يرحمه الله - فقد أصدر مدير عام الشؤون الصحية قرارا رسميا بمنع الأطباء الذين أجروا عملية الزائدة للطفل من السفر، وقد أحالت اللجنة التي شكلت للتحقيق ملف القضية كاملا إلى الهيئة الصحية الشرعية بمنطقة نجران في تاريخ 16/ 2/ 1436 للنظر فيها وإصدار القرارات المناسبة. تفاعل ومخاوف إلى ذلك، شهدت قضيتا سولاف وميار اللتان انفردت "الوطن" بنشرهما تفاعلا كبيرا بين أهالي المنطقة إضافة إلى تخوف من الخدمات الصحية التي تقدم في نجران. يقول فارس "لم يعد لدي ما أقوله، بالأمس سولاف واليوم ميار والصمت يخيم فهل يطبخون أعذارهم". أما علي آل ذيبان فقال "بالأمس فقدنا سولاف واليوم ميار فإلى متى هذه الأخطاء المتكررة يا وزارة الصحة؟"، أما المواطن ناصر بن شامان فقال "أملنا في الله أولاً ثم وزير الصحة بإنهاء الأخطاء الطبية المتكررة وقبلها حالات لم تتم محاسبة المتسببين فيها".