بدت أوساط وزارية لبنانية متحفظةً على ما سمته حذر حزب الله في الحوار الذي جمع على طاولة ولأول مرة منذ أعوام بين الفرقاء اللبنانيين تيار المستقبل – حزب الله. وقالت المصادر التي فضلت - عدم الإفصاح عن هويتها – إن تيار المستقبل وضع كل الملفات على الطاولة في وضع وصفته بالانفتاح، قوبل من حزب الله بما عده حذراً أقرب إلى الانغلاق. ويتحسس حزب الله كما يبدو من ملفات عدة، أبرزها حتما ملف السلاح السائب الذي يستكبر به على الدولة، ومشاركة مقاتليه في الحرب السورية، والعراقية، ورهنه إرادته بيد طهران، بما يسمى بمشروع المقاومة والممانعة. وبمناسبة ذلك بات شعار المقاومة والممانعة رفضاً ونقصاً، بدا في تعاظم خلال العامين الماضيين، بعد عسكرة الاصطفاف المذهبي على خلفية الأزمة السورية، ومساندة نظام بشار الأسد في دمشق على حساب الشعب السوري، والوقوف إلى جانب نظام رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وبالعودة إلى حوار الفرقاء اللبنانيين فقد أسرّت مصادر ديبلوماسية عربية ل"الوطن" قولها "إن حزب الله كان يحتاج إلى الحوار مع تيار المستقبل، أكثر من غيره". ومضت المصادر تقول "لدى حزب الله خشية من إفرازات كثير من الملفات العالقة بين الفرقاء اللبنانيين. من هذا المنطلق يكون حزب الله بحاجة إلى هذا الحوار بأي ثمن كان". وانطلق حوار الفرقاء برعاية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مقر إقامته بعين التينة، وأدار فريق المستقبل نادر الحريري مستشار زعيم التيار سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق وغيرهم، فيما قابلهم وزراء ونواب من طرف حزب الله. ويعول اللبنانيون على هذا الحوار – وإن كان شكلياً – لردم فجوة بدت باتساع بين تيار الرابع عشر من آذار، والثامن من آذار، بعد ضرب حزب الله بإعلان بعبدا عرض الحائط، ورميه بكل ثقله في أتون الحرب السورية المستعرة، بمساندةٍ من حلفائه، ممن يحسبون أنفسهم على ما يعرف بمحور المقاومة والممانعة، مما قاد لبنان إلى فراغ في سدة الرئاسة. وجاءت تسمية رئيس الوزراء تمام سلام رئيساً للحكومة، بمثابة تنفيس للضغط السياسي الذي تعيشه لبنان، وكحائط صدٍ لإنقاذ البلاد من فراغ تام في كل السلطات، مما كان قد يقودها إلى الهاوية.