كما كان متوقعاً، فاز مرشح حزب "نداء تونس"، الباجي قائد السبسي برئاسة تونس، حيث أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رسمياً فوزه بحصوله على 55.68% من إجمالي عدد الأصوات، بينما حصل منافسه منصف المرزوقي على 44.32%. وفور إعلان النتيجة، نظم مؤيدو السبسي مظاهرات فرح صاخبة، جابت الشوارع الرئيسة للعاصمة تونس، حيث خرجت آلاف السيارات، معبرة عن سعادتها بالانتصار الكبير. بينما لزم المرزوقي الصمت. وكان حزب نداء تونس قد أعلن منذ وقت مبكر فوز مؤسسه ورئيسه بالدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، رغم اعتراض منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، كما أعلنت مكاتب استطلاع رأي محلية منذ مساء أول من أمس أن السبسي سيحصل على نسبة تتراوح ما بين 52.8% إلى 55.5% من إجمالي عدد الأصوات، ما يعني أنه فاز بنسبة تفوق كافة التوقعات، حيث حصل على 55.68%. وفور إعلان حزب نداء تونس فوز رئيسه، نظم المئات من أنصار المعسكر الآخر من أنصار المرزوقي مظاهرات شهدت العديد من أعمال الشغب، حيث اضطرت قوات الشرطة التونسية لإطلاق قنابل الغاز في مدينة الحامة الجنوبية لتفريق الشبان المحتجين على فوز السبسي، وأشار أحد شهود العيان من سكان البلدة إلى أن المتاجر والمحلات اضطرت لإغلاق أبوابها، خوفاً من تعرضها لأعمال نهب وسلب. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي في تصريحات صحفية إن "ما بين 300 و400 شخص أشعلوا العجلات المطاطية في الطرقات، وحاول بعضهم مهاجمة مركز الأمن في الحامة بالحجارة، فأبعدتهم قوات الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع". وأضاف أن "بعض عناصر الأمن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة". وتابع أن الاحتجاجات بدأت منذ مساء أول من أمس الذي شهد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وردا عن سؤال حول ما إذا كان هؤلاء يحتجون على نتائج الانتخابات، أجاب العروي ب"نعم". وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أكدت أن نسبة مشاركة التونسيين في الانتخابات بلغت نحو 60%. وتمثل الانتخابات الخطوة الأخيرة في انتقال تونس إلى الديموقراطية بعد انتفاضة أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011. يذكر أن قائد السبسي ومنصف المرزوقي قد تأهلا إلى الدورة الثانية، بعدما حصلا على التوالي على 39,46% و33,43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى. إلى ذلك، أقر منصف المرزوقي بهزيمته في الانتخابات حيث قام بتهنئة السبسي برئاسة تونس. كما تسلم الأخير رسالة تهنئة مماثلة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.