أنهت تونس استعداداتها أمس للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تشكل اقتراعا تاريخيا يتنافس فيه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، وزعيم حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي.وفيما شهدت البلاد أمس "صمتا انتخابيا" حظر خلاله كل نشاطات حملتي المرشحين الرئاسيين التي انتهت أول من أمس، دعي إلى الانتخابات نحو 5،3 ملايين تونسي من المسجلة أسماؤهم على قوائم الاقتراع لاختيار أحد المرشحين في تصويت سيجري من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء. وكان قائد السبسي "88 عاما" والمرزوقي "69 عاما"، تأهلا إلى الدورة الثانية بعدما حصلا على التوالي على نسبة 39,46% و33,43% من إجمالي أصوات الناخبين خلال الدورة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي.وقال مراقبون سياسيون إن التونسيين يأملون بأن تنهي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مرحلة انتقالية صعبة تعيشها تونس منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في يناير 2011، مشيرين إلى أنه يمكن التعرف على النتائج اعتبارا من يوم غد الاثنين، فيما أشارت الهيئة العليا المكلفة بتنظيم الانتخابات إلى أنه لديها حتى ال24 من ديسمبر الجاري لإعلان اسم رئيس تونس للسنوات الخمس المقبلة.وفي آخر تصريحاته قبل بدء الجولة الثانية من الاقتراع قال السبسي إن "على شعبنا أن يختار بين الرجوع إلى الترويكا "حزب النهضة المنتمي إلى جماعة الإخوان وحليفيه التكتل والمؤتمر" التي خربت البلاد خلال ثلاث سنوات أو أناس آخرين يريدون مستقبلا أفضل لتونس"، أما المرزوقي فقدم نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة، ولعدم انتكاسة البلاد نحو "الاستبداد" الذي كان سائدا في عهد الرئيس المخلوع بن علي. يذكر أنه أيا تكن نتيجة الدورة الثانية اليوم، فسيجري تكليف حزب "نداء تونس" الذي يقوده قائد السبسي وفاز في الانتخابات التشريعية تشكيل الحكومة وسيكون عليه فور انتهاء الانتخابات العمل على تشكيل ائتلاف مستقر لقيادة البلاد.