احتفالا باليوم العالمي للغة العربية نظمت الملحقية الثقافية للمملكة بالنمسا ودول الإشراف محاضرة بعنوان "العربية في عيون غربية"، بالتعاون مع معهد الاستشراق بجامعة فيينا، التي ألقاها الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، المستشار في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية الدكتور علي المعيوف، وحضرها لفيف من الأكاديميين والمستشرقين والباحثين والطلاب المبتعثين، وعدد من ممثلي السفارات والجاليات العربية بالنمسا. فيما رحب الملحق الثقافي الدكتور علي بن صقر بالحضور، مؤكدا حرص الملحقية على التواصل المستمر بينها وبين أبناء الوطن بالداخل والخارج، وكذلك دعم الروابط الثقافية بين المملكة كأحد أركان اللغة العربية في العالم، وبين النمسا ودول الإشراف ودول أوروبا المختلفة، من خلال الاهتمام بعلوم اللغة، وإحياء مكانتها عبر فعاليات اليوم العالمي للغة العربية، وبتوفير المواد العلمية المطلوبة من قبل الباحثين وحركة الاستشراق التي تشهد نشاطا كبيرا في جامعة فيينا، عبر معهد الاستشراق الذي يسهم في تقريب الثقافات العربية والغربية، وتبادل فهمهما بين الطرفين بصورة صحيحة. وأشار ابن صقر إلى أن الملحقية تتفاعل كل عام مع اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، وتحرص على المشاركة فيه بالفعاليات العلمية والثقافية المختلفة، التي تفيد كل المشاركين من عرب وأوروبيين، سواء أكانوا علماء وباحثين، أم طلابا ودارسين. مؤكدا أن المملكة بحكم مكانتها الكبيرة عربيا وإسلاميا، وكذلك بحكم كونها رحم اللغة العربية الأول، لا تألو جهدا في خدمة اللغة العربية وعلومها، عبر عدد من المراكز والمعاهد والمؤسسات العلمية والتعليمية، سواء داخل المملكة أو خارجها. وبدأ المعيوف محاضرته من خلال ورقة بحثية محكمة، مؤكدا من خلالها اهتمام العلماء والدارسين الأوروبيين بالعربية، ونظرتهم إليها، محاولا تقريب ملامح صورة العربية في العين الأوروبية. وقال المعيوف: إن تناول العلماء الأوروبيين اللغة العربية بالدراسة والتحليل تنوع من دراسة اللغة في مستواها المنطوق "بوصفها أصواتا يعبر بها العرب عن أغراضهم" إلى تناول الرسم العربيّ "الكتابة" خطا وقواعد إملاء.وعرض المعيوف أمثلة لاهتمام المستشرقين والعلماء الأوروبيين بالعربية، ذاكرا بعض الباحثين الفرنسيين والهولنديين والألمان والبريطانيين، وما قدموه من إسهامات معتبرة في علوم اللغة وفلسفتها وتاريخها وآدابها. كما عرض لأهم ما قاله المستشرقون حول اللغة العربية وما أثاروه من قضايا حولها، تؤكد اهتمامهم بتلك اللغة وما أنتجته من ثقافة وعلوم أسهمت في تنوير العالم لقرون طويلة.