أعلن متشددون تونسيون انضموا إلى تنظيم الدولة "داعش" في تسجيل فيديو نشر أمس، اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية في تونس العام الماضي. وقال أبو بكر الحكيم، وهو أحد المطلوبين الفارين من بلاده، وينتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة المحلي المحظور الذي صنفته الولاياتالمتحدة تنظيما إرهابيا عقب هجوم على سفارتها في 2013. "نعم. نحن من اغتلنا شكري بلعيد ومحمد البراهمي". وهذا أول اعتراف علني باغتيال السياسيين اللذين كانا من المعارضة العلمانية أثناء فترة حكم حركة النهضة الإسلامية. وانزلقت تونس في أسوأ أزمة سياسية بين الإسلاميين والعلمانيين قبل أن تجبر احتجاجات واسعة للمعارضة النهضة على التنحي من الحكم لحكومة كفاءات. وقتل مسلحون بلعيد أمام بيته بالرصاص في فبراير 2013 بينما قتل البراهمي في يوليو من نفس العام بنفس الطريقة. وعقب هذا ضيقت السلطات الخناق على المتشددين، واعتقلت مئات من أتباع تنظيم أنصار الشريعة، من بينهم قيادات بارزة، بينما فر آخرون ومنهم زعيم التنظيم أبو عياض إلى ليبيا. وانضم ألفان إلى ثلاثة آلاف تونسي إلى المجموعات المتشددة ومن بينها تنظيم الدولة، من أجل القتال في سورية والعراق، بحسب حصيلة رسمية للسلطات التونسية التي تخشى أن تؤدي عودة بعض هؤلاء إلى زعزعة استقرار البلاد. وتشهد تونس منذ ثورة يناير 2011 تصعيدا للهجمات المنسوبة إلى الحركة المتطرفة التي قتل فيها العشرات من قوى الأمن إلى جانب المعارضين الاثنين. وتوعد الحكيم بمزيد من الاغتيالات في تونس ما دام لا يحكمها الإسلام قائلا "بإذن الله سنعود ونغتال الكثير منكم. والله لن تعيشوا مطمئنين ما دامت تونس لا يحكمها الإسلام". وحث الحكيم الذي كان يحمل بندقية كلاشنيكوف ويجلس مع آخرين، التونسيين، وخاصة المتشددين في الجبال إلى الإسراع بمبايعة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. وقال رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة في تصريحات صحفية في أكتوبر الماضي إن نحو 3 آلاف تونسي يقاتلون ضمن فصائل متشددة في سورية، وإن بلاده تخشى أن تشكل عودة مئات منهم نواة لتنظيم الدولة الإسلامية في تونس وزعزعة استقرار البلاد، في وقت تستعد فيه لاستكمال آخر مراحل الانتقال الديموقراطي بانتخابات رئاسية بعد غد.