على طريقة "الاستادية" القدماء، علّم كبار السن مديري مشاريع التراث العمراني بالقصيم، طرق البناء بالمواد التقليدية. وشهدت بلدة الخبراء التراثية على مدى ثلاثة أيام طرق البناء القديمة على أيدي "استادية" الطين المشهورين بمنطقة القصيم، وذلك في ورشة عمل قدموها بمشاركة أكاديميين ومتخصصين، أثروا الورشة بعروض نظرية ونقاشات مع المشاركين حول طرق البناء التقليدية. وكانت الورشة التي أقامها فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم بالتعاون مع مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة قد جمعت مجموعة من "استادية" الطين من كبار السن، الذين مارسوا المهنة قبل نحو أكثر من 50 عاما وبعض المهتمين والمتخصصين في البناء والتراث العمراني من الأمانة والبلديات وجامعتي القصيم والملك سعود. ومارس المهتمون البناء بالطين في بلدة الخبراء التراثية، إحدى البلدات التراثية المعتمدة في المملكة، التي أهلتها بلدية الخبراء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. من جانبه، أوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم المكلف إبراهيم المشيقح، أن ورشة العمل جمعت خبراء في مجال البناء بالمواد الأولية، بهدف التعريف بأهمية التراث العمراني الوطني وصقل مهارات مديري المشاريع لضبط جودة البناء، والتأكد من المعايير المتبعة لترميم مواقع التراث العمراني وتبادل الخبرات والمعلومات بين المشاركين. وأضاف المشيقح أن الورشة كانت موجهة لمديري مشاريع التراث العمراني بالقصيم وغيرهم من المهتمين والباحثين في التراث العمراني الوطني وأعضاء هيئة التدريس من كلية العمارة والتصميم والتخطيط بجامعة القصيم، التي ستتبنى بدورها العديد من البحوث والمشاريع لتطوير مشاريع التراث العمراني في المنطقة. وأشار إلى أن الورشة اشتملت على قسمين الأول نظري والثاني ميداني حيث يشارك الأعضاء في البناء بالطين في البلدة وممارسة أصول المهنة على الطبيعة. وفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية الخبراء إبراهيم القريشي إن تأهيل جهات في البناء بالطين يعد هاجسا مهما لدى البلديات التي عملت على إعادة مثل هذه المواقع، مبيناً أن البلدية تعمل مع السياحة في العديد من المشاريع للتهيئة أولا ومن ثم التفكير في التشغيل. وأضاف القريشي أن أعمال الخبراء لا تزال قائمة في الموقع، لتجهيز البيوت والمواقع العامة كالمسجد والسوق وبعض المواقع.