صوت مجلس النواب العراقي في جلسته ال29، أمس على تشكيل لجنة للتحقيق لمعرفة أسباب سقوط محافظة نينوى بيد تنظيم "داعش" الإرهابي في ال10 من يونيو الماضي. وضمت اللجنة أعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية وأعضاء مجلس محافظة نينوى وبعض ممثلي نينوى في البرلمان. وجاء تشكيل اللجنة استجابة إلى طلبات سياسية وشعبية، وتنظيم تظاهرات في عدد من المدن شددت على محاسبة القادة العسكريين المقصرين وفي مقدمتهم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي حاليا. وأكد البرلمان أنه لن يكتفي بهذا وسيلاحق مسؤولين عن الانهيارات العسكرية، محمّلا قيادة المالكي مسؤوليتها في هذا الملف ومتهما مكتب رئيس الوزراء السابق بالفساد.وأثنى عدد من القيادات السياسية على عملية التنظيف والإصلاح التي أعلن عنها رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، التي بدأها بقيادات الجيش التابعة للمالكي حيث عزل 36 من كبار الضباط. وطالبت هذه القيادات بإجراء تغييرات أكبر تطال في المرة المقبلة وزارة الداخلية وجهاز المخابرات والأمن الوطني. وتعهد العبادي بإصلاح الوضع العسكري بعد أقل من شهرين على إبعاد المالكي وإحالة قادة تابعين له إلى القضاء. كما كان العبادي قد حل، في نهاية سبتمبر الماضي، المكتب العسكري للمالكي، الذي وبحسب مصادر مطلعة، كان عدد أفراده 500 ضابط ومنتسب ويكلف خزينة الدولة نصف مليار دولار. وتم الإبقاء على 35 عنصرا من المكتب فقط، بين ضابط ومنتسب، وسط تسرب أنباء عن سعي رئيس الحكومة إلى إقالة 150 ضابطا منه بشكل تدريجي. من جانبه، دعا نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، أمس إلى التكاتف للثأر لضحايا قاعدة سبايكر والصقلاوية والسجر والبونمر وجميع شهداء العراق. وقال خلال حفل افتتاح مهرجان "يوم بغداد" الذي أقيم في متنزه الزوراء، "إن بغداد واجهت ومنذ أكثر من عقد سلسلة من المشكلات كالإرهاب والميليشيات والتهجير والطائفية وتقطع الأوصال حتى بات المواطنون في قلبها وضواحيها وحزامها يقاسون الأمرين"، داعيا إلى "الوقوف متكاتفين لنثأر لشهداء سبايكر والصقلاوية والسجر والبونمر وجميع شهداء العراق".وفيما أعلن في بغداد أمس وصول رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، إلى العاصمة بغداد في زيارة غير معلنة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب على تنظيم "داعش". وسيجري ديمبسي محادثات مع المسؤولين الحكوميين وقادة الجيش العراقي تتركز حول سير المعركة الدائرة مع التنظيم الإرهابي ومتطلبات نجاحها. وتمكنت القوات العراقية أمس من فك الحصار الذي يفرضه "داعش" منذ أشهر على مصفاة بيجي النفطية الأكبر في البلاد. ويأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، في واحد من أبرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد في يونيو الماضي. وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، إن "القوات العراقية وصلت إلى إحدى بوابات المصفاة" وذلك غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد) القريبة منها. وأكد ثلاثة ضباط في الجيش والشرطة فك الحصار عن المصفاة التي كانت تنتج في السابق 300 ألف برميل من النفط يوميا، وتوفر نحو 50 بالمئة من الحاجة الاستهلاكية للعراق. إلى ذلك، أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن حصيلة التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف نقطة تفتيش عسكري، شمال العاصمة ارتفعت إلى 37 قتيلا وجريحا.وقال العقيد في الشرطة الاتحادية، محسن شاكر، "إن حصيلة التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين يقودها انتحاريان استهدفا أمس، نقطة تفتيش للجيش العراقي في منطقة ذراع دجلة، شمال بغداد، ارتفعت إلى تسعة قتلى بينهم أربعة من عناصر النقطة وإصابة 28 آخرين بينهم تسعة عناصر بجروح متفاوتة". وكانت سيارة مفخخة تركها سائقها في طابور للسيارات في نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي انفجرت، في منطقة ذراع دجلة، شمال بغداد فيما انفجرت الأخرى مستهدفة المسعفين.وفي محافظة كركوك سقط 42 عنصرا من تنظيم داعش بين قتيل وجريح بقصف لطائرات فرنسية استهدف مقراتهم في منطقة ملا عبدالله وناحية الرياض غرب كركوك وأسفر عن تدمير ثلاث عجلات نوع همر ودبابة.