فيما شهدت جبهات القتال في مدينة عين العرب السورية هدوءاً حذراً خلال اليومين الماضيين، عادت المدينة لتشهد جولات جديدة من القتال، فبينما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى أن مقاتلاتها أغارت على ما تعرف ب"مجموعة خراسان"، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات العنيفة في الجبهة الجنوبية للمدينة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة "داعش"، مشيراً إلى مصرع العديد من مقاتلي الطرفين. وكان المتحدث باسم القيادة الأميركية العقيد "باتريك رايدر" قد قال في تصريحات صحفية: "يمكننا التأكيد أن الطيران الأميركي ضرب هدفاً في سورية مرتبطاً بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون مجموعة خراسان التي تعد لهجمات خارجية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها". وبينما رفض المتحدث الإدلاء بتفاصيل إضافية عن الغارة، استدرك بالقول: "سنواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفكيك مشاريع الاعتداءات على الولاياتالمتحدة". وسبق أن استهدفت الولاياتالمتحدة "مجموعة خراسان" مرتين، الأولى في سبتمبر الماضي في مستهل حملة الضربات الجوية في سورية ضد تنظيم الدولة، والثانية الأسبوع الماضي حين استهدف الطيران الأميركي خبير المتفجرات الفرنسي في المجموعة "دافيد دروغون". إلى ذلك، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بمقاتلي البشمركة ووحدات من الجيش الحر في جنوب شرق مدينة عين العرب، ما أدى لمصرع 13 من المتشددين الذين نفذوا بالمقابل هجوماً على طريق حلنج – كوباني، في محاولة لاستعادة السيطرة على الطريق الذي تمكنت الوحدات الكردية من السيطرة عليه قبل نحو يومين، ما أدى لمصرع ما لا يقل عن 8 مقاتلين من التنظيم. كذلك دارت اشتباكات في منطقة البلدية بين الطرفين، وسط معلومات عن تقدم للوحدات في المنطقة، كما تشهد جبهة الحج رشاد والبلدية تبادل إطلاق نار واشتباكات متقطعة بين الطرفين. كما نفذت مقاتلات في وحدات حماية الشعب الكردي، هجوماً على تمركزات لتنظيم "الدولة الإسلامية" في قرية منازي بالريف الغربي لمدينة عين العرب. وعلى صعيد الوضع الميداني داخل سورية، قال المرصد: "إن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف حي جوبر، وإن تلك الاشتباكات ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق في الحي". وفي حلب، قال المرصد: "إن مواجهات وقعت فجر أمس بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام في محيط منطقة حندرات وقرية سيفات بريف حلب الشمالي، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وأنباء مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط مبنى فرع المخابرات الجوية بحي جمعية الزهراء غرب حلب، عقبه قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات، وسط أنباء عن تقدم الثوار في حي جمعية الزهراء غرب حلب دون معلومات عن خسائر بشرية". في غضون ذلك، لقي 10 مدنيين مصرعهم - بينهم نساء وأطفال - وجرح العشرات جراء غارات نفذتها طائرات النظام الحربية فجر أمس على بلدة سقبا في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وأشار المرصد إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض في المناطق التي استهدفتها طائرات النظام، كما أدت الغارات إلى دمار كبير في الأبنية والممتلكات.