عيون بعض الرقابة ناعسة، تحلم أحلام اليقظة تحت الأضواء الخافتة، بأنها تصول وتجول وتراقب من قريب وبعيد، وأحيانا تستخدم الأجهزة الحديثة للرقابة الليلية و"الدرابيل" في وضح النهار، فإن الثقة العمياء والصماء والبكماء أعطتهم كل ما أرادوا لغض الطرف عما يعمله من هو تحت إشرافهم وإدارتهم الركيكة، وعلى الرغم من جريان الماء من تحتهم، فإنه لم يبللهم لمتانة وجوههم، ولم يدركوا أن الفساد والتبجح والظلم والجور لا يرى بالعيون الناعسة والحولاء، ونحن عندما نكتب، لا نكتب للتشهير، بل تأسيا بنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". ولأني بكل فخر أحمل هوية سعودية وقلما وغيرة تقتلني عندما أرى المنكر ولم أحرك قلمي ليحرك بحبره الضمائر المستكنة لتشرق الشمس من جديد، وتصحوا من ثباتكم العميق، وتغسلوا بالماء والثلج والبرد كل ما تعلق بكم من درن، وأشياء تشبثت بضمائركم لسنين طوال أصابتكم بالشبع الأسود والتخمة التي تعيق حركتكم ومتابعتكم ومراقبتكم، وسكوتنا عن ضعاف النفوس يصيبها بالسعار وأشياء من التعالي والغطرسة على من رماهن القدر على صفيح مولع وليس ساخنا، ومن كان يمكث خلف طاولته اللامعة ومن خلف ستارة حجبت عنه ضوء الشمس اللامع لا يعجبه أن يتجرأ أحد كائنُ من كان بالتحدث عنه بصوت مرتفع، ليوهم البعض بملائكية إداراتهم ونشاطها "المهبب" ويبدو أنهم لم يمسكوا بريموت التلفاز ليروا ويسمعوا تلك الحلقة المثيرة والجريئة مع الأستاذ "داود الشريان"، الذي أظهر به مشكلة إحدى الجمعيات الخيرية التي ظهر بها خلل بأطهر بقاع الأرض، ونشر غسيلها الأسود للعالم الأبيض، ليأتي الرد مسرعا ودون نقاش وعلى الهواء مباشرة ليسعد قلوب المحطمين والمحطمات، ولم يميع القضية بكلام إنشائي للملمة الأمور بمحتواها، علما أن بعض الجمعيات مسنودة والعاملين عليها ذوو علاقات مميزة بإمكانها تفقد أي مسؤول منصبه ورحلاته. الخلاصة: تقولون إن الجمعيات تخضع للإشراف والمتابعة. السؤال: بالعين المجردة أم بالمجهر؟ الحقيقة: عمى ألوان لدى بعض المتحدثين الإعلاميين جعله يحسب بأن مهمته الأساسية النفي والتلميع والزبرقة.