تتصاعد الحركة الدبلوماسية الأمريكية مع قرب حلول موعد انتهاء التجميد الإسرائيلي المؤقت للاستيطان في الأراضي الفلسطينية نهاية الشهر الجاري، وذلك بلقاءات تعقد في شرم الشيخ، والقدسالمحتلة، ورام الله، ونيويورك. وتتأهب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للانتقال بعد يومين إلى المنطقة حيث تستهل جولتها بزيارة شرم الشيخ تشارك خلالها بلقاء جديد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما تلتقي الرئيس المصري حسني مبارك، على أن تنتقل لاحقا إلى القدس ورام الله للقاء عباس ونتنياهو في لقاء ثنائي جديد يعقد بينهما. وتريد كلينتون بذلك أن تضمن عدم انهيارالمحادثات التي انطلقت حديثا بين الجانبين في ضوء قرب موعد انتهاء التجميد المؤقت للاستيطان في الأراضي الفلسطينية نهاية الشهر الجاري، وتهديد الجانب الفلسطيني بالانسحاب من المفاوضات في حال لم تمدد إسرائيل تجميد الاستيطان، علما بأنها أعلنت أنها لن تمدده. وقالت مصادر فلسطينية ل "الوطن"، إن ما تريده القيادة الفلسطينية هو ألا تعمد إسرائيل إلى تجديد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية باعتبار أن من شأن ذلك أن يسبب حرجا كبيرا للقيادة مع المواطنين الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها لا تبالي إن جمدت إسرائيل الاستيطان بشكل سري، وما يعنيها هو عدم البناء مجددا. ولاحقا تنتقل الحركة الدبلوماسية إلى نيويورك، التي يزورها عباس في الفترة من 20 إلى 25 من الشهر الجاري، حيث تعقد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وسط تقديرات بعقد اجتماع جديد بين عباس ونتنياهو هناك، ربما بمشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وإن لم يكن ذلك متاحا فبمشاركة كلينتون. وإضافة إلى هذا اللقاء فإن اجتماع للجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية سيعقد في 21 من الشهر للاستماع إلى تقرير الرئيس عباس عن سير الأمور حتى الآن، فيما تلتئم اللجنة الرباعية الدولية على مستوى الكبار لتقييم الأمور. كما سيعقد اجتماع مشترك للجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية برئاسة قطر واللجنة الرباعية الدولية برئاسة الولاياتالمتحدة لبحث سبل دفع العملية السلمية إلى الأمام. وعلم أن نتنياهو سيسعى خلال انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى عقد اجتماعات مع مسؤولين عرب في محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الإسرائيلي ولإظهار الأمر للعالم وكأن عملية السلام عادت إلى مسارها. ومن المقرر أيضا أن تعقد لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة للفلسطينيين برئاسة النرويج لتقييم الأوضاع المالية للسلطة الفلسطينية، حيث يستمع الاجتماع إلى تقارير من السلطة الفلسطينية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأيضا من الحكومة الإسرائيلية. كما يعقد اجتماع للاشتراكية الدولية حيث تسعى السلطة لنيل الدعم لمطالبها بوقف الاستيطان.