على الرغم من أن النساء السعوديات يختلفن من حيث الإنفاق على مستلزماتهن الشخصية أو المنزلية أو غيرها كل واحدة منهن حسب ميولها، إلا أنهن اتفقن وبشكل كبير على الإنفاق بشكل أكبر على تجميلهن فهو ينصب أكثر فأكثر على شراء منتجات تفتيح البشرة والدهانات المضادة للشيخوخة ومستحضرات العناية بالشعر، هذا ما أكده خبراء مختصون ل"الوطن"، مبينين أن عام 2010 شهد زيادة نسبتها 12%، في إنفاق السعوديات على مستحضرات العناية بالأيدي، وأن عدداً متزايداً من شركات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة يقبل على السوق السعودية، بعدما تأكد لهم أن السعوديات يولين عناية كبيرة للاهتمام بمظهرهن، وأنهن الأكثر إنفاقاً على تلك العناية بين نظيراتهن في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربي. المبيعات: 84 مليون ريال سنوياًّ وكشفت مديرة التسويق بإحدى الشركات المتخصصة بمواد التجميل في المملكة زينب مصطفى شباروا ل"الوطن" أنه حجم مبيعات مواد التجميل بالمملكة يبلغ 84 مليون ريال سنوياًّ، بينما لم تتجاوز مبيعات جميع دول الخليج في المدة نفسها 42 مليون ريال، مما جعل المملكة من أكبر الدول في الشرق الأوسط من حيث استهلاك مواد التجميل وتصريفها، كون التزيين يعد من أهم اهتمامات المرأة السعودية وتستنزف عليه مبالغ هائلة ونسبة كبيرة مقارنةً بنساء دول عدة، مؤكدةً أن إجبار قطاع مواد التجميل في المملكة على السعودة فيه العديد من الإشكالات، واصفةً في الوقت ذاته تلك الخطوة بالجيدة في حال تم تطبيقها في جميع الدول ما عدا السعودية، على حد تعبيرها، والأسباب تعود إلى العادات والتقاليد التي تمنع المرأة السعودية من الدخول في مجال الصالونات والاختلاط بالشباب في ورش العمل والمناسبات المهمة التي تكتسب منها المرأة خبرات تفيدها في هذا المجال، منوهةً في الوقت ذاته أن هناك العديد من اللقاءات المقامة في المملكة التي تعنى بالتدريب على التزيين وخلافه، ولكن يتعذر على العديد من السعوديات الحضور بسبب رفض أولياء الأمور ذلك بحجة وجود اختلاط. واستطردت مديرة التسويق قائلة: "إن التسويق بالمملكة يختلف عن كافة الدول من حيث قطاع مواد التجميل وذلك لعدم مقدرة المرأة السعودية من التنقل لأداء مهامها التسويقية وغيرها من الأمور التي ترتفع معها المصاريف المادية في مجالات عدة من ناحية توفير السائق وسيارة خاصة لكي تستطيع ممارسة عملها في هذا القطاع سواء كمندوبة مبيعات أو الدوامات الجزئية الأخرى". وبخصوص مواد التجميل المقلدة الموجودة حالياًّ في أسواق المملكة، قالت شباروا إن هناك حظرا كبيرا على بعض المواد السيئة من خلال العديد من الجهات ومنها هيئة الغذاء والدواء، مبينةً أن ذلك حد من انتشار تلك المواد بشكل إيجابي، ولكن يظل هناك باعة مخالفون يجلبون تلك المواد بطرق غير شرعية إلى أسواق المملكة. دور "كوافيرات الشنطة" وفي ظل استياء الكثير من ملاك المشاغل سواءً في الرياض أو في جميع مناطق المملكة من انتشار "كوافيرات الشنطة"، أكدت رئيسة لجنة المشاغل بمركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض جواهر العقل ل"الوطن" أن "كوفيرات الشنطة المخالفات" لهن دور كبير في رفع نسبة مبيعات مواد التجميل في المملكة، مبينةً أن المخالفات يمثلن شريحة استهلاكية كبيرة للمنتجات الرخيصة كونهن يستخدمن منتجات رديئة الصنع يتم شراؤها من محلات التجزئة وبالتالي هي بعيدة كل البعد عن الرقابة الحكومية بسبب عدم امتلاكها إلى مشغل رسمي ومن الممكن أن تحاسب عليه ولا يهمها تواريخ صلاحيات المنتج، كما أنها تفضل الربح السريع فقط. وتابعت العقل أن المرأة السعودية تهوى الجمال وما يتعلق به من مواد، ولكن من الملاحظ أن حجم السوق السعودي كبير جداً كونه مفتوحا للبضائع الرديئة والمقلدة والأصلية وهذا ما أوجد وفرة غير طبيعية، مشيرةً إلى أنه تم النقاش في ذلك مع مسؤولي هيئة الغذاء والدواء، كما تم التوضيح بأن حجم المبيعات واسع ومتنوع واستيراده من شتى دول العالم ومنه الرديء والمتوسط وعالي الجودة، وأنه لا بد من تصفية هذا السوق أو عمل "غربلة" لسوق التجميل وبقية السلع الأخرى، منوهةً إلى أن ما ينطبق على التجميل ينطبق على بقية السلع، وأن الهيئة أبدت تعاونها وتجاوبها مع ما تقدمت به لجنة المشاغل وأنهم سيتصدون لكل منتج يتم اكتشاف الضرر فيه وسيتم الإعلان عنه فوراً ومنعه بشكل سريع. وأوضحت جواهر العقل أن هناك منتجات رديئة قادمة من دول شرق آسيا بوفرة وهي تعد قريبة للصحة سواء مواد تجميل تستخدم غالباً للأجسام وصبغات الشعر وغيرها وبأسعار رخيصة جداً، بحسب قولها، مؤكدةً أن أسعار المنتجات العالمية المعروفة ذات الجودة الأصلية دائماً ما تكون أسعارها متقاربة في جميع الدول. وأضافت: "نحن كمستهلكين نستغرب من فتح أسواق المملكة والاستيراد بهذا الشكل والمفروض أن يقنن هذا الأمر، خاصة أن كثيرا من محلات التجزئة الشهيرة ب"أبو ريالين" تبتاع مواد التجميل بأسعار منخفضة ومتفاوتة عن أسعار المحلات الشهيرة الموجودة في الأسواق الكبيرة ويستحيل أن تكون الجودة مماثلة بين السلعتين. وبينت أن مواد التجميل لديها نسب معينة في تركيبات المنتج ولا بد أن تطبق بدقة كبيرة لكي لا تؤثر على مستخدميها، مؤكدةً في الوقت ذاته أنه من الصعب على الجهات المعنية أن تقوم بعملها بشكل جيد في ظل انفتاح السوق بهذا الشكل. وتابعت رئيسة لجنة المشاغل بغرفة الرياض: "انتشار مواد التجميل المقلدة في أسواق المملكة ينطبق على بقية السلع كمواد السباكة والكهرباء وغيرها مما تتسبب في آثار سلبية على مستخدميها، ولكن إغراق السوق بهذا الشكل يجعل المستهلك يقف عاجزاً في ظل تفاوت الأسعار وجودة المنتج، وقد استشهدنا في لقائنا مع السفير الصيني مؤخراً بأنني شاهدت في السوق السعودي ما لم أشاهده في جمهورية الصين من رداءة المنتجات". السعوديات يقترضن المال من جانبهن، أوضح عدد من ملاك محلات التجميل ل"الوطن" أن السعوديات يدفعن كل ما لديهن من مال من أجل الظهور بشكل يليق بهن وبمن يشاهدهن، خصوصاً من لديها مناسبات سواءً عائلية أو حتى مناسبات الأفراح. وأوضحن أن هذا الأمر يعد طبيعيا كون المرأة تفضل الحفاظ على جمالها المتألق بشكل دائم، وأنه من الممكن أن تقترض من البنوك في سبيل التردد على المشاغل النسائية. وأضفن أن هذا القطاع مفيد بشكل كبير على الناحية الاقتصادية بالمملكة، ولا بد من التفاف جميع الجهات ذات العلاقة للنهوض به وتقديم كافة التسهيلات والقضاء على كافة الصعوبات التي تواجه المرأة السعودية في هذا المجال، مشيرين إلى أن التجميل أسهم في فتح العديد من البيوت السعودية ويوفر وظائف عديدة للمرأة السعودية. وطالبن في الوقت ذاته من الجهات ذات العلاقة بضرورة القضاء على المنتجات الرديئة كون مواد التجميل تستخدم في كافة أنحاء الجسم وقد تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة.