أكد رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، أمس، أن الاستعدادات والاتصالات جارية على أعلى المستويات ومع الجهات كافة لتحرير محافظة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش". وقال عبر بيان صدر على خلفية لقائه بوفد من مجلس محافظة نينوى ضم رئيس المجلس بشار الكيكي وبعض الأعضاء، إن "الاستعدادات والاتصالات جارية على أعلى المستويات لتوحيد جهود كل الأطراف لتحرير الموصل من دنس عصابات داعش الإرهابية كونها عدو جميع العراقيين وتستهدفهم على اختلاف تلاوينهم". في غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أمس أن أعمال العنف أودت بنحو 1300 عراقي على الأقل خلال أكتوبر الماضي. يأتي ذلك مع تواصل المعارك بين القوات العراقية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة، وتنظيم "داعش" المتطرف. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق، أنه "قتل ما مجموعه 1273 شخصا على الأقل وأصيب 2010 آخرون في أعمال الإرهاب والعنف التي حدثت في أكتوبر الماضي". وبحسب أرقام المنظمة الدولية، قتل 856 مدنيا، بينهم 139 عنصرا من الشرطة، إضافة إلى 417 عنصرا من الجيش العراقي والمسلحين الموالين له وقوات البيشمركة الكردية. وبحسب الحصيلة، جرح أكثر من 2000 شخص خلال المدة نفسها. إلى ذلك، قال الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر، إن التنظيم قتل 85 آخرين من أفراد العشيرة في العراق أمس في حملة قتل بدأت الأسبوع الماضي ردا على المقاومة لتقدم التنظيم على الأرض. وفي واقعة منفصلة قال مصدر أمني إنه جرى العثور على 35 جثة في مقبرة جماعية. ويمارس التنظيم القتل وقتما يشاء في ظل عدم وجود مؤشرات على أن القوات المسلحة العراقية ستنقذ العشيرة قريبا. وصمد أفراد عشيرة البونمر لأسابيع تحت حصار مقاتلي التنظيم في الأنبار إلى الغرب من بغداد لكن إمدادات الذخيرة والطعام والوقود بدأت تنضب لديهم في الآونة الأخيرة. وانسحب مئات من المقاتلين كما فر مئات من أفراد العشيرة من قريتهم. وأسر التنظيم الكثير من أفراد العشيرة وقتلهم بالرصاص من مسافة قريبة. وأعدم أكثر من 300 شخص منذ بدأت عمليات القتل منتصف الأسبوع الماضي. وعلى صعيد تنفيذ العمليات العسكرية ضد "داعش"، أعلنت قيادة عمليات الأنبار أمس أن القوات الأمنية بدأت بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة جزيرة البوشهاب شرق مدينة الرمادي بمشاركة طيران التحالف الدولي واستطاعت السيطرة على بعض المناطق التي كان يتواجد فيها الإرهابيون. وفي محافظة صلاح الدين أطلق عناصر "داعش" نداءات استغاثة بعد محاصرتهم من قوات الجيش العراقي في بيجي شمالي تكريت. وتمكنت القوات الأمنية أمس من إحباط هجوم شنه عناصر التنظيم على قرية المزرعة في صلاح الدين وقتلت 12 منهم واستولت على معدات تابعة لهم فيما يستمر تقدم قوات أخرى بمساندة مسلحي العشائر نحو مدينة بيجي. من جانبها، أعلنت وزارة حقوق الإنسان العراقية أن عدد المفقودين من مجزرة سبايكر بلغ نحو 2000 شخص، وأشارت إلى أن العمل مستمر لاستقبال الاستمارات الخاصة بالمفقودين بعد أحداث الموصل في يونيو الماضي. وقالت في بيان، إن "عدد المفقودين من مجزرة سبايكر وصل إلى 1997 شخصاً"، مبينة أن "هذه الأرقام إحصائيات رسمية ومعتمدة كون وزارتي الدفاع والداخلية تقومان بإرسال أسماء بعض المفقودين بين الحين والآخر لغرض مطابقتها مع الأسماء الموجودة لدينا وفي حال وجود أسماء غير مسجلة لدينا نقوم بإدراجها في قاعدة البيانات الخاصة بالمفقودين". وأضافت الوزارة أن "ملاكات الوزارة تعمل على استقبال الاستمارات التي ترد إليها عن طريق حضور ذوي المفقودين إلى مقر الوزارة أو مكاتبها في المحافظات عدا إقليم كردستان، إضافة إلى الاستمارات التي ترسل إلينا عن طريق الموقع الالكتروني الرسمي للوزارة"، مشيرة إلى أن "الإحصائية النهائية لم تنته بعد وأنها ما زالت تعمل على إدخال أسماء المفقودين ولا يمكن تحديد وقت لإنهاء العمل بالاستمارة لأن ذوي المفقودين ما زالوا يبلغون عن فقدان أبنائهم". وكان تنظيم داعش أعدم في ال15 من يونيو الماضي المئات من منتسبي قاعدة سبايكر، شمالي تكريت. من جهة أخرى، أعلنت مصادر دبلوماسية عراقية أن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري سيزور أنقرة في غضون الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن الهدف من الزيارة هو لتوفير أرضية لإجراء لقاءات بين رئيسي وزراء البلدين حيدر العبادي وأحمد داود أوغلو لبحث القضايا المشتركة وخاصة فيما يتعلق بضمان استقرار أمن المنطقة. وكان العبادي دعا إلى حل الإشكالات العالقة بين العراق وتركيا، ورسم مسارات جديدة للعلاقة بينهما تقوم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مناشدا دول العالم كافة إلى الانفتاح على العراق. واتسمت العلاقة بين بغدادوأنقرة بالتشنج خلال السنوات الماضية عندما كان نوري المالكي يتولى رئاسة الحكومة.