شن مقاتلو المعارضة الموجودون شمال حلب، ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى المدينة، التي تعد ثاني مدن البلاد، بعد التقدم الذي أحرزه جيش نظام بشار الأسد مؤخرا، حسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد، إن حدة المعارك ارتفعت أمس في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصرا من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلا عن 12 مقاتلا من المعارضة، لافتا إلى أن قوات النظام يشاركها مقاتلون من حزب الله الشيعي اللبناني بالإضافة إلى مقاتلين إيرانيين وفلسطينيين من الفصائل الموالية للنظام. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية، أن "مقاتلي المعارضة المنتمون إلى عدة ألوية نفذوا عملية من أجل تأمين منطقة حندرات"، مضيفا "أنهم يحاولون طرد جيش النظام من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة"، مشيرا إلى أن هذه المعركة قد تكون حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة. وأشار المرصد إلى أنه "في حال سيطرت قوات النظام على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام". ومن جانبها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل أكثر من 20 مدنياً في مجزرة ارتكبتها طائرات النظام السوري في الريف الشمالي من حلب. وذكر ناشطون أن طائرة مروحية ألقت برميلين متفجرين على قرية (تل قراح) استهدفا فرن القرية، وصالة أفراح هي بمثابة ملجأ للأهالي. وقال ناشطون إن 20 مدنياً على الأقل قتلوا على الفور وأصيب مثلهم، أغلبهم إصاباتهم خطرة ومنهم من بترت أطرافه، وأدى القصف لحرائق في المنازل. واشارت مصادر إلى أن هذه المجزرة جاءت بعد أن عجزت قوات النظام عن فرض السيطرة على طريق الإمداد الرئيسي لحلب (طريق الكاستلو) وإجبارها على التراجع في جبهة حندرات. من ناحية ثانية، نشر الجيش الأميركي أمس صوراً جديدة تظهر استهداف مقاتلاته لستة مواقع لمتطرفي "داعش" في محيط بلدة عين العرب "كوباني"، في ريف حلب. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا الخميس الماضي أن خطر سقوط كوباني السورية الحدودية تراجع فيما يبدو لكن التهديد ما زال قائماً. وحذر المسؤولون في القيادة المركزية للجيش الأميركي من أن البلدة قد تسقط في نهاية الأمر في يد تنظيم داعش حتى بعد أن ساعدت الضربات الجوية للتحالف وإسقاط الأسلحة والمعدات الطبية جوا للمقاتلين الأكراد السوريين في التصدي للمتشددين في معارك الشوارع. لكنهم في المقابل أكدوا أن المقاتلين الأكراد لا زالوا صامدين، ويقاتلون بشدة. إلى ذلك، قال سكان ومسؤولون وتجار في قطاع النفط إن تنظيم" داعش" لا يزال يستخرج النفط في سورية ويقوم ببيعه وأنه طوع أساليبه في تجارة النفط على الرغم من الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة منذ شهر بهدف القضاء على هذا المصدر الكبير للدخل للتنظيم. وأشار محللون إلى أن قوات التحالف تريد تفادي ضرب المنشآت النفطية بشدة لأن هذا من شأنه أن يضر المدنيين أكثر من المتشددين وقد يؤدي إلى تطرف السكان المحليين. وقال مسؤول أميركي، إن واشنطن تريد الحفاظ على أجزاء من البنية الأساسية النفطية السورية على أمل أن تستخدم بعد الحرب إذا هزم تنظيم "داعش" وقوات بشار الأسد.