سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس على هضبة استراتيجية في الجنوب تشكل مركزاً حيوياً في المثلث السوري - الأردني - الأسرائيلي وتضع دمشق ومراكز النظام في مرمى نظر المعارضة، في وقت واصلت مقاتلات التحالف الدولي - العربي قصف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال شرقي سورية. (للمزيد) وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «كتائب إسلامية وكتائب مقاتلة بينها «جبهة النصرة» سيطرت على تل الحارة الإستراتيجي، بعد اشتباكات استمرت حوالى 48 ساعة» قتل فيها 19 من قوات النظام وخمسة مقاتلين معارضين. وأوضح أن تل الحارة هو أعلى هضبة في محافظة درعا. ومن شأن السيطرة عليه، أن تمكّن مقاتلي المعارضة «من السيطرة نارياً على كل المنطقة المحيطة به على مدى حوالى أربعين كيلومتراً. كما تنكشف لهم مناطق عدة في ريف دمشقالجنوبي». وألقى الطيران المروحي «براميل متفجرة» على تل الحارة. واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأن السيطرة على التل «خطوة الإستراتيجية. حيث أنّ قوّات الأسد كانت تأخذ التل الإستراتيجي مركز قصف على المدن». وزاد أن «الانتصار التاريخي سيغيّر الجغرافية العسكرية لحراك الكتائب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من المعاقل الأمنية للأسد» في دمشق. إلى ذلك، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى في الجيش الأميركي في بيان أن مقاتلات أميركية نفّذت ثلاث ضربات جويّة ضد «داعش»، لافتاً إلى أن غارة دمّرت جرّافة ودبّابتين وآليّة عسكرية أخرى قرب بلدة الميادين في شمال شرقي البلاد وإلى أن ضربتين شمال غربي الرقّة معقل «داعش» استهدفتا وحدة للجهاديين ودمرتا ستة مواقع إطلاق نيران. وكانت مقاتلات التحالف «أعاقت» تقدّم «داعش» إلى مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سورية وقرب حدود تركيا. لكن التنظيم تمكّن من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته نور الواقعة جنوب شرقي عين العرب. وأجرى رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم محادثات مع مسؤولين في اجهزة الاستخبارات التركية حول الوضع في مدينة عين العرب، ذلك أن أنقرة شجّعت مسلم على الانضمام إلى صفوف المعارضة المعتدلة لنظام الأسد، وفق صحيفة «حرييت». وكان رئيس «حزب الشعب الديموقراطي» (موالٍ للأكراد) صلاح الدين دمرداش طلب من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو منع سقوط عين العرب في أيدي «داعش». في طوكيو، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا لا تنوي المشاركة حالياً في الغارات ضد «داعش» في سورية. واضاف: «في سورية هناك حكومة ديكتاتور، بشار الاسد، وبالتالي يتعلق الامر بمكافحة داعش من دون ان يصب ذلك في مصلحة بشار الاسد. بالتالي يجب تدريب المعارضة المعتدلة وهذا ما نقوم به وكذلك الاميركيون واخرون»، مضيفا ان «الامور قد تستغرق وقتا طويلا».