أكد الفنان التشكيلي كمال المعلم، تمسك الفنان بهوية الوطن وبحثه عن تقديم صورة مشرقة ومشرفة للفن السعودي، بعيدا عن الإقليمية والمناطقية، مطالبا بدعم رسمي للنشاط الثقافي حتى نصل إلى ما وصل إليه الآخرون، على حد قوله. وقال المعلم ل"الوطن" على هامش معرض "حكايا" في قاعة عبدالله الشيخ للفنون بفرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، الذي اختتم أمس الخميس: إن المملكة تزخر بالفنانين الذين سبقوا زمانهم. وأضاف المعلم الذي كان يرأس الشؤون الثقافية بمكتب رعاية الشباب في المنطقة الشرقية: كان الحراك ليس المأمول منهم ذاك الوقت إلا أنه أفضل منه الآن، وكنت متفائلا جدا لانتقاله من رعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام، لكن للأسف، خاب أملي، ولربما المسؤولين لديهم رؤية مختلفة عما كان عليه النشاط في رعاية الشباب، متمنيا من الوزارة الاهتمام بالنشاط التشكيلي والثقافي أفضل مما كان في السابق، مشددا على أن حضارة الشعوب تقاس بالفن والثقافة. ووصف المعلم الذي قص شريط افتتاح "حكايا"، الحراك التشكيلي في المنطقة الشرقية بأنه جهود شخصية، لا تثمر عن شيء. وضم معرض حكايا أعمال 9 تشكيليات "إيمان الجشي، أميرة الموسى، خاتون الجشي، حواء المغيزل، سناء الحمادي، رقية التاروتي، هويدا الجشي، فتحية زين الدين وتهاني الجراش". وقالت الفنانة إيمان الجشي: "حكايتي مع اللون حكاية أزلية تتخطى حدود الزمان والمكان، فلي مع كل لوحة حكاية ملؤها الفرح والحزن، السعادة والألم، النهار والليل، وجميع أوقاتي ومشاعري وأحاسيسي، حكايتي بدأت منذ نعومة أظافري وإلى الآن وأنا أجتهد وأعمل وأدرس وأفكر وأحيا لكي تلامس حكايتي القلب والروح والجسد للعالم أجمع، ولن تنتهي، فلي كل يوم حكاية جديدة في هذا العالم المليء بالحكايات، عرضت خمسة أعمال تحاكي الحروفية العربية.. فكانت السيادة للحرف العربي، فهو المحرك الرئيس في أعمالي وذلك بعد تجريده مع معالجة للسطوح من حفر غائر وبارز وبناء مضاعف واستخدام عدة تقنيات، لتكون عملا متجانسا ومتكاملا، مع وجود الضوء المحرك لذلك، في محاولة للبحث عن مضمون من خلال هذا التوظيف.. وحروفي في أعمالي كلمات، أشخاص وقصص وحكايات". من جانبها، أوضحت الفنانة سناء الحمادي، أنها عرضت 4 لوحات بالأكريلك، بأسلوبها عن البحر لما يحتويه من حكايا وأسرار، وأضافت: لطالما أعطيته من حزني وفرحي، كانت لريشتي أن تتحدث عن حبي له ليولد لي في كل لوحة مشاعر بلون الأمل عنوانها حكايتي مع البحر. فتحية زين الدين قالت: "تجلت ميولي الفنية في الواقع والمتخيل حتى صار لدي فائض من المواد البصرية، عندها تشكل لدي ذلك الشعور كفنان مع باكورة مشاركاتي الفنية، درست التربية الفنية، وتابعت دراسة الخزف والصياغة والديكور والعمارة بشكل خاص، كما استمر بحثي في دراسة تاريخ الفنون خارج المملكة في روما وبورتلاند أوريجن، من هذا وخبرتي الحياتية تشكلت تجربتي وصيغ مساري الفني. وطالبت رقية التاروتي، بأن يكون الفنان دائم الاطلاع على ما نشر من أعمال الفنانين السابقين أو حالياً، قائلة: بهذا الاطلاع تتكون لدينا ثقافة بصرية كافية يستطيع الفنان أن يطبقها في أعماله، خصوصاً إن كنا نعتمد على أنفسنا في التعلم والتثقيف الخاص. وعرضت خاتون الجشي سبع لوحات منها ثلاث صغيرة منفذة بالألوان المائية ولوحتان بألوان الأكريلك وثلاث لوحات بألوان الأكريلك ولكن بالأسلوب الشفاف وهو أسلوب يتبعه القليل من الفنانين. فيما عبرت حواء المغيزل، عن أن مجموعتها المشاركة في المعرض عبارة عن ثلاث لوحات مترابطة ومقسمة بشكل هندسي بحيث يتناسب فيها كل جزء مع الأجزاء الأخرى من تقسيمات اللوحة، اعتمدت في هذه المجموعة على عدة تقنيات في معالجة السطوح من بناء مضاعف وحفر على العجائن كما استخدمت الكولاج والطباعة بالشاشة الحريرية في أجزاء أخرى من اللوحة لتكوين قالب متكامل. هويدا الجشي، تناولت المجموعة الأخيرة من أعمالها تصورا لمفهوم التجرد والحرية لذات الإنسان وانعتاقه من سجن نفسه.. ولذة القرب من خالقه الأعظم، واستخدمت في جميع اللوحات ألوانا قوية مؤثرة وأيقونة متكررة لعصفورة صغيرة تمثل النفس والروح. وقدمت تهاني الجراش، حكايا مخطوطة بدأت مع الأنثى التي تحمل في جوانبها، خليطا ومزيجا سحريا يناسب ألوان التفاؤل تارة وألوان الحزن تارة. وختمت أميرة الموسى بقولها: إن كان لديك إبداع فهذا لا يعني أن غيرك أقل منك، ولكن لكل منا لمسات مختلفة تمزجها الحكايات والخيالات، تتشكل بزخرفات صممت على ألواح لكي نتأملها بإحساس الفن والإبداع.