استعان الاحتلال الإسرائيلي بالمئات من عناصر الشرطة، والوحدات الخاصة السرية، وطائرة مروحية، وبالونات مراقبة وتصوير، في محاولة لإخماد انتفاضة القدسالشرقية. ومع ذلك فقد استمرت المواجهات في المدينة. وألقى شبان في أحياء المدينة الحجارة على قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة منذ ليل أول من أمس. وجاء هذا الانتشار بعد ساعات من استشهاد عبدالرحمن الشلودي، 20 عاما ومن سكان بلدة سلوان، برصاص مستوطنين إسرائيليين، بعد اتهامه بتعمد دهس إسرائيليين بسيارته في محطة توقف للقطار الخفيف في حي الشيخ جراح، مما أدى إلى مقتل طفلة وجرح 8 إسرائيليين آخرين. ولكن مصادر محلية فلسطينية قالت إن الشلودي لم يتمكن من السيطرة على سيارته قبل وقوع الحادث، مشيرين بالاستناد إلى مقاطع فيديو تم تداولها بين مستوطنين إلى أنه قتل بعد إطلاق عدة رصاصات عليه، حيث ظهر في أحد الأشرطة مستوطن وهو يصوب مسدسا باتجاه رأسه وهو ملقى على الأرض بعد إصابته. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها شرعت بتطبيق خطة جديدة لوقف حوادث رشق الحجارة تشمل "أجهزة تكنولوجية متطورة، وبالونات مراقبة وتصوير لرصد الأحداث فضلا،عن نشر وحدات سرية خاصة". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز إلى قوات الشرطة بتعزيز وجودها في القدسالشرقية، فيما قال قائد هيئة العمليات في قوى الأمن هارون أكسول "الشرطة ستضرب المشاغبين في القدس بيد من حديد" متوقعا استعادة الهدوء فيها خلال فترة قصيرة. ويقول فلسطينيون إن الممارسات الإسرائيلية ضدهم في القدس والمسجد الأقصى زادت من الاحتقان في المدينة على هذه الممارسات، مما فجر حوادث شغب ومواجهات. كما أبدى محللون إسرائيليون خشيتهم من اتساع رقعة الانتفاضة في القدسالشرقية لتصل إلى الضفة الغربية، داعين إلى سرعة إخمادها في المدينة المقدسة. في الغضون فقد عرضت 7 نساء من المرابطات في المسجد الأقصى أمس على محكمة الصلح الإسرائيلية، بعد اعتقالهن لعدة أيام، والتحقيق معهن في أعقاب إلقاء القبض عليهن خلال وجودهن في ساحات المسجد. وذكرت مصادر محلية أن التحقيق مع 5 من المرابطات استمر إلى وقت متأخر أمس، بينما أبقت الشرطة على مرابطتين قيد التحقيق. من جهة أخرى، أكد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين خلال جلسة برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، على تحريم بيع الأرض وتسريب العقارات بالبيع وغيره للأعداء. وجاء هذا التأكيد في أعقاب استيلاء سلطات الاحتلال والمستوطنين على عدد من العقارات في منطقة سلوان، مما يؤثر على الوجود الفلسطينيبالقدس ومحيطها. واعتبر المجلس أن من يقوم ببيع العقارات للعدو "خائنا لله ورسوله ودينه ووطنه، يجب على المسلمين مقاطعته، فلا يعاملونه ولا يزوجونه، ولا يتوددون إليه، ولا يحضرون جنازته، ولا يصلون عليه، ولا يدفنونه في مقابر المسلمين". وطالب المجلس الإفتاء من الراغبين في بيع عقاراتهم بالتأكد من المشتري قبل إجراء عملية البيع.