فيما أغلقت الشؤون الصحية بالطائف طوارئ مجمع الملك فيصل الطبي، وقصرت الاستقبال على الحالات التنفسية التي يشتبه في إصابتها بفيروس كورونا، شيع أهالي المحافظة أمس أول ضحايا المرض في مستشفى الصحة النفسية المعروف ب"شهار"، الذي توفي صباح أول أمس متأثرا بإصابته بالفيروس الذي انتقل إليه خلال جلسة غسيل كلوي، وقال مصدر مطلع ل"الوطن"، إن "المتوفى الذي يبلغ من العمر 57 عاما كان نزيلا في مستشفى شهار منذ 14 شهرا، ومصابا بمرض الفشل الكلوي، ويتم نقله بصفة دورية إلى مركز الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي للغسيل الكلوي، وخلال آخر جلسة أصيب بالفيروس الذي لم يمهله طويلا، فتوفي بعد توقف أجهزة الجسم". وحصلت "الوطن" على نسخة من شهادة وفاة المواطن، التي أثبتت سبب الوفاة وهو "الإصابة بفيروس كورونا، وقصور كلوي نهائي، وفشل تنفسي وقصور أعضاء متعددة". وتسببت وفاة المواطن في مخاوف مزدوجة، فبينما أبدى عدد من أهالي الطائف مخاوفهم من انتشار الفيروس في مستشفى الصحة النفسية الذي يضم أكثر من 600 نزيل، زادت الهواجس أيضا من انتشاره بين مرضى الكلى الذين يعانون من ضعف المناعة، ويترددون على أجهزة غسيل الكلى بصفة دورية. وكان مركز القيادة والتحكم قد أعلن أول من أمس أن الطائف قد سجلت خلال الأسبوعين الماضيين 10 إصابات. وعلمت "الوطن" أن قيادات الصحة في الطائف عقدت اجتماعاً طارئا أول من أمس بعد تزايد تسجيل حالات الإصابة بالفيروس في مستشفيات المحافظة، واتخذت عددا من التوصيات لتنقية مستشفى الملك عبدالعزيز من الفيروس، وضمان عدم انتشار المرض في المنشآت الصحية، منها تحويل جميع الإصابات إلى مستشفى الملك فيصل، وإحالة الحالات الأخرى إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي. وكان وزير الصحة المهندس عادل فقيه قد رصد خلال زيارته الأخيرة للطائف ملاحظات على مركز الكلى التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي تتمثل في تقارب أسرة المرضى نتيجة الازدحام، ووجه بزيادة فترات العمل بالمركز إلى 4 مناوبات لتخفيف الضغط الذي يشهده المركز، وهو الوحيد بالمحافظة، ويستقبل ما يقارب 500 مريض كلى من الرجال والنساء، إضافة إلى وجود قسم العلاج البريتوني، الذي استحدث لتخفيف الضغط على أسرة المركز خاصة مع مواسم الصيف التي يستقبل خلالها ما يزيد عن 300 مريض بالفشل الكلوي من كافة مناطق المملكة. من ناحية أخرى، بدأت الشؤون الصحية بالطائف في تنفيذ خطة الطوارئ العاجلة التي أقرت لمواجهة انتشار المرض في المحافظة، وقالت في بيان لها أمس إن "الخطوات والآليات التي تم اتخاذها تشمل العمل على تخفيض السعة السريرية في مركز الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي؛ بحيث يكون هناك متران ونصف المتر بين كل مريض وآخر، وتشغيل جزء من مركز الكلى بمستشفى الملك فيصل بسعة 10 أسرة، وإضافة 10 أخرى قريبا، وتحويل بعض مرضى مركز الكلى في مستشفى الملك عبدالعزيز إلى مركز جديد، والبدء في تشغيل المختبر المتنقل، الذي سيقوم بفحص تحليلات الحالات المشتبه بها خلال 6 ساعات، وتشكيل فريق عمل من المتخصصين للعمل على مدار الساعة لمواجهة الموقف الحالي، ونقل بعض الحالات المرضية المختلفة من أقسام العناية المركزة بالمستشفيات التي تتطلب علاجا طويلا إلى إحدى المراكز المتقدمة في محافظة جدة، ودعم المستشفيات الكبيرة بالعديد من سيارات الإسعاف عالية التجهيز لمواجهة كافة الظروف، وإجراء تعديلات على الأقسام المخصصة لمرضى الفيروس بمستشفى الملك فيصل، وتمديد ساعات الدوام في مركز الكلى لتقليل وجود المرضى في وقت واحد". إلى ذلك، سجلت وزارة الصحة أمس إصابة ووفاة جديدتين، وأوضح بيان للوزارة أمس أن المصاب مواطن في المدينةالمنورة، والوفاة لآخر في الطائف، وبذلك يرتفع عدد المصابين بالمرض في المملكة إلى 772، والوفيات إلى 329.