الرياض هناك حالة ثقافية مستعصية من التشنج والشحن أجدها متواترة في تعبيرات كثير من الناس. هذه الحالة تأتي على شكل تعابير مختلفة ضد كل ما هو (خدمي) فالتجهيل، والتسطيح، لكثير من الجهود الكبيرة التي تبذل أصبحتا سمتين ملازمتين عند الحديث عن التنمية والخدمات، فحتى من لا علاقة له بالأمر أصبح ناقدا وصاحب خبرة في هذا الشأن وكأنه متخصص فذ يمكنه تخصصه من تقديم انتقادات مبنية على معايير علمية. الجهل مصيبة والأعظم منه حينما يكون الجهل مركباً. لا أجد ضيراً حينما أقول إن الكثيرين قد استمرأوا تصيد الأخطأ والجنوح إلى التقليل من أي منجز يرونه أمامهم، بل إن نظرة الازدراء ونظرة الاستخفاف بالمنجزات وبمن يقف وراءها وبمن يقودها أصبحت الديدن العام في سلوك الكثيرين وليس الكل. نجد ذلك بوضوح في معظم مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام. للأسف نجد من يتصيد الأخطاء ويغمض عينه عن المنجزات. فبدلا من أن يرى -وهنا أسرد بعض الأمثلة- كم مستشفى يعمل ليل نهار، ويستقبل المراجعين، وكم من خدمات مجانية صحية تقدم للمواطنين، وكم من منشآت صحية قيد الإنشاء؛ يصر على التركيز على حجم الانتظار في الطوارئ. إن هذه النظرة السوداوية ينبغي أن يتم غسلها بنشر ثقافة إيجابية تؤسس لوعي كافٍ، من أجل رؤية صحيحة توازن بين الأمور. كلنا مع النقد البناء، وهناك ولا شك أخطاء، لكنه يستحيل قبول هذه الثقافة السوداوية.