كشف مسؤولون فلسطينيون ل"الوطن"، أن اللجنة السياسية المنبثقة عن القيادة رفضت في اجتماع لها عقد مساء أول من أمس برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طلباً تقدم به وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" لتأجيل تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي العام 1967 إلى بداية العام المقبل، على أن تقدم حتى ذلك الحين أفكار جديدة - لم يحدد طبيعتها - لتحريك المفاوضات. وقال أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد وحنا عميرة وواصل أبو يوسف: "إن الطلب جاء خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس عباس والوزير "كيري" على هامش أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة في القاهرة"، مشيرين إلى أن مشروع القرار سيقدم إلى مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل. وأن فلسطين ضمنت حتى الآن 7 أصوات في مجلس الأمن هي روسيا، الصين، الأردن، تشاد، تشيلي، الأرجنتين ونيجيريا، منوهين إلى أنه تجري اتصالات في محاولة لإقناع فرنسا ولوكسمبورغ بالتصويت لصالح مشروع القرار، دون أن يتضح ما إذا كانت هذه المساعي ستنجح، مشددين على أن الولاياتالمتحدة الأميركية ستجد نفسها في حرج كبير إذا استخدمت حق النقض ضد القرار. وقال خالد: "كيري يضغط باتجاه تأجيل تقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن الدولي، دون أن يقدم أي شيء إطلاقاً، وهذا الذي يجعلنا نتشكك في نواياه، فهو يريد المزيد من إضاعة الوقت وتعطيل المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن، وكل ما من شأنه الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها". وأضاف: "للمفارقة فإن الوزير الأميركي يمارس ضغوطه على الجانب الفلسطيني ولا يمارس الحد الأدنى من الضغوط المشابهة على إسرائيل، والمشكلة أنه لا يوجد شريك في الجانب الإسرائيلي للسلام، وهذا واضح من خطاب نتنياهو في الأممالمتحدة، حيث اعتبر أن إسرائيل ليست دولة احتلال، وأيضا من تصريحات "يعالون" بأن لا دولة فلسطينية وإنما حكم ذاتي منزوع السلاح. وهذا بالضبط هو برنامج إسرائيل". من جهته، قال أبو يوسف: "إن الرئيس عباس وجه سؤالا للوزير الأميركي عقب تقدم الأخير بطلبه، حيث قال له: "ما هو البديل؟ تطلبون منا الانتظار وفي نفس الوقت تقوم إسرائيل بتصعيد نشاطها الاستيطاني فتصادر الأراضي وتقيم وتوسع المستوطنات وتهود القدس فهل نبقى صامتين؟". وأشار إلى أن "كيري" قال إن واشنطن تبلور صيغة دون الحديث عن أي شيء عن مضمونها باستثناء الحديث عن مفاوضات. وبدوره قال عميرة: "كيري طلب تأجيل تقديم مشروع القرار الفلسطيني إلى مجلس الأمن ووعد بأن يقدم أفكاراً مطلع العام القادم، أي بعد الانتخابات النصفية للكونجرس. وفي اجتماع اللجنة السياسية كان هناك رفض لهذا الموقف باعتبار أن هذا تأجيل لأجل التأجيل".