ما زال القتال محتدما في مدينة بنغازي الساحلية بشرق ليبيا بين قوات الجيش الليبي التي يدعمها غالبية سكان المدينة، ومقاتلين متشددين. وأشار سكان المدينة إلى أن دوي الرصاص سمع في عدد من الأحياء منذ الصباح الباكر. كما سمع في وقت لاحق أزيز طائرات تابعة فيما يبدو للقوات المتحالفة مع اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر تقصف مواقع للمتشددين. وكان حفتر تعهد "بتحرير" بنغازي. وقال مسعفون بمستشفى إن 9 جنود على الأقل قتلوا وأصيب 2 بينما عثر على جثث 4 مدنيين في أحد الشوارع وهو رقم من المرجح أن يرتفع. وأكد رئيس الوزراء عبدالله الثني أن الجيش استولى على معسكر 17 فبراير التابع لقوات "مجلس الشورى"، وهي جماعة تضم ميليشيات متشددة. وأضاف في تصريحات صحفية أن قوات مجلس الشورى تفر من المواجهة العسكرية في بنغازي. وأضاف الثني "شباب بنغازي ضاقوا ذرعاً بما يحدث في المدينة، فوضعوا البوابات ونقاط التفتيش عند مداخلها لتضييق الخناق على المجموعات المسلحة، ليسهل على الجيش قتالها في مناطق بعيدة عن المدنيين". كما أعرب الثني عن خشيته من "وقوع عمليات انتحارية قد يقوم بها الإرهابيون"، لافتاً إلى أن المسلحين "يلجؤون إلى المباني والمستشفيات ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وأعلن ترحيبه بأي مجموعة تريد القتال تحت لواء الجيش "الذي أعد العدة لمن يجبره على القتال ولا يقبل بالشرعية، ممثلة في الحكومة والبرلمان المنتخب". وبدوره، قال المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الليبية أحمد المسماري إن القتال ما زال مستمراً لأن بعض المسلحين لم يستسلموا، على الرغم من سيطرة الجيش على المعسكر. وتأييداً للجيش الوطني، دعا ناشطون في بنغازي أمس إلى احتجاجات في شوارع المدينة ضد الميليشيات المتشددة، ومن بينها جماعة أنصار الشريعة. كما حمل آخرون السلاح للقتال ضد الميليشيات التي أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة، وتعمل بحرية في تلك المناطق. واقتحم سكان محليون محلات تجارية يتهم أصحابها بتمويل أنصار الشريعة. إلى ذلك، أحبط جنود كتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة ببنغازي شرق ليبيا عملية انتحارية كانت تستهدف مقرهم الليلة الماضية. وأكد مصدر من الكتيبة في مدينة بنغازي أن انتحارياً كان يستقل سيارة مسرعة رفض التوقف عند الحاجز الأمني الأول والثاني قرب مقر الكتيبة، فقام جنود الاستيقاف باستهدافه رمياً بالرصاص فسقط قتيلاً، ليكتشف فيما بعد أن السيارة مفخخة وتحمل كميات كبيرة من المتفجرات أعدت مسبقاً، وتزن المتفجرات 100 كيلو جرام.